2022-10-16 06:48:06
سلسلة بلغوا عني ولو آية
( 861 )
أتدري من أعجب الخلق إيماناً إلى النبي صلى الله عليه ،،،
قال صلى الله عليه وسلم :
( أيُّ الخلقِ أعجبُ إليكم إيمانًا ؟
قالوا : الملائكةُ ، قال : وما لهم لا يؤمنون وهم عند ربِّهم !
قالوا : فالنبيون ، قال : وما لهم لا يؤمنون والوحيُ يَنزِلُ عليهم ؟ !
قالوا : فنحن ، قال : وما لكم لا تؤمنون وأنَا بين أَظْهُرِكم ؟ !
قال : فإن أعجبَ الخلقِ إليَّ إيمانًا : لقومٌ يكونون من بعدي ؛ يجِدون صُحُفًا فيها كتابٌ ، يؤمنون بما فيها )
الراوي : جد عمرو بن شعيب
المحدث : الألباني
حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم : 3215
جعلني الله وإياك منهم ...
شرح الحديث :
الحديث لا يدل على تقدم أفضلية هؤلاء على الصحابة ، وإنما يدل على أن إيمانهم يتعجب منه لعلو منزلته في زمان انتشر فيه الكفر والجهل والانحراف .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" قَوْلُهُ : ( أَيُّ النَّاسِ أَعْجَبُ إيمَانًا ) إلَى قَوْلِهِ : ( قَوْمٌ يَأْتُونَ بَعْدِي يُؤْمِنُونَ بِالْوَرَقِ الْمُعَلَّقِ ) هُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ إيمَانَهُمْ عَجَبٌ أَعْجَبُ مِنْ إيمَانِ غَيْرِهِمْ ، وَلَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ أَفْضَلُ ؛ فَإِنَّ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُمْ ذَكَرُوا الْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاءَ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ أَفْضَلُ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْوَرَقِ الْمُعَلَّقِ .
وَنَظِيرُهُ : كَوْنُ الْفُقَرَاءِ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ بَعْدَ الدُّخُولِ يَكُونُونَ أَرْفَعَ مَرْتَبَةً مِنْ جَمِيعِ الْأَغْنِيَاءِ ، وَإِنَّمَا سَبَقُوا لِسَلَامَتِهِمْ مِنْ الْحِسَابِ .
وَهَذَا بَابُ التَّفْضِيلِ بَيْنَ الْأَنْوَاعِ فِي الْأَعْيَانِ وَالْأَعْمَالِ وَالصِّفَاتِ أَوْ بَيْنَ أَشْخَاصِ النَّوْعِ بَابٌ عَظِيمٌ يَغْلَطُ فِيهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (11/ 371-372) .
قناة الحديث الشريف :
http://bit.ly/1KcGHxH
676 views03:48