Get Mystery Box with random crypto!

«قبضك حيث لا يبقيك مع البسط، وبسطك بحيث لا يتركك مع القبض، وأخ | فوضى الحواس

«قبضك حيث لا يبقيك مع البسط، وبسطك بحيث لا يتركك مع القبض، وأخرجك منهما كي لا تكون لشيءٍ دونه»

-من الحكم العطائية لابن عطاء الله السّكندريّ.

والقبض هي الابتلاءات والمصائب الّتي تحزننا وتقبض قلوبنا، والبسط هي العطاءات والمنح الّتي تفرحنا وتقرّ أعيننا وتثلج قلوبنا.

فمنّا مَن يتأثّر بقوة تجاه العطاءات فيفرح جدًا أو يبالغ في حزنه وقت المحن والمصائب...

وطوال أنّنا في هذه الدّنيا فندرك أنّ تلك الأيام نداولها بين النّاس معنًى وتطبيقًا، فنسكن ونحيا مع الله لأنّنا أدركنا أنّ كلّ الأحوال في تغيّر إضافة إلى كَمّ الدّروس الّتي نتعلّمها ونكتسبها مع كلّ موقفٍ وحدث فيزيد إدراكنا وبصيرتنا وكذا مناعتنا نحو مختلف المواقف، فلا نصبح بتلك الهشاشة الّتي ترفعنا وتهبطنا.


إضافة إلى طبيعتنا البشرية إذا عاش الواحد منّا في عطاءات ونعم فقط سيعتادها ويفقد الشّعور بقيمتها بل ربما يتحوّل إلى كائن لامبالي ومستكبر بما يظنّ أنّه يملكه ويتصرّف ببطر وملل مع تلك النّعم.

ولأن القبض دومًا يذكّرنا بالله ويجعلنا في معيته أكثر من البسط -مع أكثرنا- فلزم أن يقبض ويقدر عليك في جانبٍ ما.

وكذلك من رحمته لا يجعلنا في قبضٍ وبلاءٍ دائم، فنكون في كلّ أحوالنا مع الله شاكرين في السّراء صابرين في الضّراء.

{صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} عابدون له في كلّ حال.


وفي حديث صحيح رواه البخاري، أنه مرّت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جنازة فقال: «مستريح ومستراح منه.» قالوا يا رسول الله: مَن المستريح ومَن المستراح منه؟ قال: «المستريح هو العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا، والمُستراح منه العبد الفاجر، يستريح منه العباد والدواب والشجر.»

فاللهم اجعلنا عبيد إحسان لا عبيد امتحان.

#صباح_رمضاني