Get Mystery Box with random crypto!

#دعاء_الندبة #الفقرة_الرابعة_عشر ((فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِ | دعاء الندبة

#دعاء_الندبة
#الفقرة_الرابعة_عشر

((فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ))

إنّ من النعم التي من الله تعالى بها علينا هو هذا التراث الضخم لائمتنا (عليهم السلام) من ادعية وزيارات و تمتاز هذه الادعية والزيارات الواردة عن اهل البيت (عليهم السلام) بانّها فضلا عما تؤديه من ايجاد حالة الترابط الروحي بين العبد وربه واذابة تراكمات الذنوب والخطايا وتبييض صفحة الانسان العاصي وايجاد حالة الراحة النفسية لتجديد الانطلاق في مسيرة الوصول الى العبودية الحقّة.

فإنها تبني العقيدة بناء قوياً ورصيناً وتكشف في كثير من الاحيان حقائق التأريخ بعيداً عن امكانات تزويره وفي الفقرة التي نحن بصدد شرحها من الدعاء المبارك والتي تقول:

(فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَاَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ)

إنّ هذه الفقرة التي كانت نتيجة طبيعية او شبهها ففي سياق هذا الدعاء والذي تحدثنا فيه عن:

إن تلك المنح الربانية والخصائص الالهية التي وسم بها أمير المؤمنين (عليه السلام) والائمة (عليهم السلام) من بعده فتلبسوا بها فكانت نتيجتها أنْ اوجدت احقادا في نفوس مسمّي المسلمين، فنتج عن تلك الاحقاد والضغائن أنْ لجأ المتلبسون بها والتصقوا بحالة العداء المتواصل لاهل البيت (عليهم السلام) رغم ادعاء الغالب منهم حبهم وموالاتهم لأهل البيت (عليهم السلام).

فعبارة (فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ) التي يفسرها أهل اللغة بالالتصاق واللجوء أي أنّ الأمّة التي رأت تلك الفضائل للائمة (عليهم السلام) ولم تتحمل وجودها فيهم كانت وللاسف أنْ لجأت الى الحقد والعداوة والبغض لأهل البيت (عليهم السلام) والتصقت بهذه الحالة حتى اصبحت من ملازماتها.

والمقطع الثاني يوضح الحالة بشكل اكبر ويرسم لنا بوضوح اكثر ما عليه حال الامّة تجاه أهل البيت (عليهم السلام) حيث الانكباب على منابذة امير المؤمنين (عليه السلام) ومن ورائه الأئمة (عليهم السلام) وفقدان الأمّة توازنها وسقوطها وعثرتها في مفارقة شخوصهم (عليهم السلام) وتركهم وهجرهم.

فالمقطع الندبي يحدثنا عن حالة في قمة العداء والبغض كان قد وصل إليها هؤلاء إذ يصف الأمّة بأنّها فقدت توازنها بسبب هذا البغض إلا انّها مع الأسف غفت على ذلك ملتصقة به ولا نجد عبارة اوفق لحال الأمّة عما مرت به واستمرت وتستمر عليه تجاه اهل البيت (عليهم السلام) اوفق من كلام الامام الصادق (عليه السلام) واصفاً الحالة، حيث قال (عليه السلام):

((إنّ علي عليه السلام لم يكن يدين الله بدين إلاّ خالف عليه الأمّةُ إلى غيره، إرادة لإبطال أمره وكانوا يسألون أمير المؤمنين عن الشيء الذي لا يعلمون فإذا افتاهم بشيء جعلوا له ضداً من عند أنفسهم ليلبسوا على الناس))

فالعمومية التي يتحدث بها الإمام الصادق (عليه السلام) عما كان يصدر من هؤلاء وتعمدهم المخالفة بل والوضع وتصدير الباطل و كل ذلك لأجل أنْ يخالفوا بل ويلبسوا على الناس دينهم حتّى وصل بهم الحال إلى السؤال، لا لأجل المتابعة وإنما لأجل وضع المخالفة، فأيّ قمة وصل إليها عداء هؤلاء لآل البيت عليهم السلام، حتى جاء الوصف بـ (اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ).