2023-04-28 10:06:49
#دعاء_الندبة
#الفقرة_السابعة_عشر
((فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَاُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ))
بعد أنْ بينا في الفقرة السابقة أنّ هناك سنّة انشأها الجيل الأول بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسار عليها المتأخرون وهي سنّة الإقصاء واجتماع الأُمّة واصرارها على معاداة أهل البيت (عليهم السلام) وتقطيع رحمهم والاستحواذ على حقّهم و هذه الحقيقة لم تنعكس من خلال هذا المقطع من الدعاء وإنّما هي حقيقة واقعية تاريخية صوّرت بقلم جميع من كتبوا التاريخ.
وهنا يأتي دور العقل الواعي الذي يريد لنفسه وذاته الخلاص في أنّ يميّز بين طريقين فلابدّ أنْ يسلك احدهما، ولابدّ من المراجعة والتنقيب عن الأسباب التي دعت من كانوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لممارسة أشنع وأقبح الأفعال تجاه عترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع تصريح القرآن الكريم على ضرورة احترامهم وتقديمهم وانّهم الميزان في اتباع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
والدعاء المبارك يعكس لنا صوراً من الممارسات المختلفة والمتعدّدة على أهل البيت (عليهم السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبطبيعة الحال فإنّ هذه الممارسات مع اختلافها لها درجات متفاوتة ونحتمل انه لم يعكس لنا الدعاء جميع هذه الممارسات ولعلّ الذي عكسه هو نسبة يستطيع الإنسان تصورها بينما أُخفيت نسب أُخرى من الممارسات لا يتصورها من يقرأ من المتأخرين عن زمانها فأُخفيت بقصد من أهل البيت (عليهم السلام) وتُركت إلى أو انها وحين إظهارها
إلاّ انّ هذا الذي وصل يعكس الحالة التي كان عليها خصوم أهل البيت (عليهم السلام) من كونهم أعداء حاقدين، فالتعدّي على أهل البيت (عليهم السلام) وإصرار الأُمّة على ازدرائهم والاستخفاف بهم وتصغير قدرهم مع اجتماع على هذا الأمر وتسالم عليه يداً بيد لكي لا يتهاون فيه أحد، ساعين بذلك إلى إيجاد حالة اجتماعية واضحة تجاه أهل البيت (عليهم السلام).
ولكن الغريب حقّاً في كلّ ذلك إنّه رغم الاقصاء والمقت وتقليل القدر و القتل والسبي والتنكيل نجد اليوم انّ اهل البيت (عليهم السلام) متربعون على القمّة في حبّ الناس لهم فضلاً عن المسلمين وبينما تجد الأعداء لم ينالوا إلاّ الخيبة والذكر السيء واللعن.
وفي المتون الحديثيّة نجد انّ الكثير من روايات أهل البيت (عليهم السلام) عكست لنا هذه الحالة:
فعن الإمام زين العابدين (عليه السلام) عند دخول المدينة بعد وقعة كربلاء قائلاً:
((والله لو انّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تقدّم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصية بنا لمّا زادوا على ما فعلوا بنا))
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث طويل عن أولئك الذين يتظاهرون بالصلاة و الصوم وغيرها من العبادادت مع اشرئباب القلب حقداً على أهل البيت عليهم السلام، فيقول:
((فلا تغرنّك صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وعلومهم فانهم حمر مستنفرة)).
وعن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يتحدث عمّا جرى عليهم [أي أهل البيت عليهم السلام] فيقول عن شهر المحرم:
((فاستحلّت فيه دماؤنا وهتك فيه حرمتنا وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا واضرمت النيران في مضاربنا وانتهب فيها من ثقلنا ولم ترعى لرسول الله حرمة في أمرنا))
115 views07:06