Get Mystery Box with random crypto!

ففي الأيام الثقافية التي أقيمت في عمان احتفاء بالانتفاضة الفلس | || شِعر فَصيح

ففي الأيام الثقافية التي أقيمت في عمان احتفاء بالانتفاضة الفلسطينية -8-15 كانون الأول 1990)

قدمت قراءة شعرية، ألقيت فيها مقاطع من قصيدة «الوقت المنشورة. في كتاب الحصار»، والتي كتبت في المناخ الذي رافق حصار بيروت

سنة 1982.

وعندما بدأت أقرأ أحد المقاطع التي ورد فيها هذا السطر :

لم يعد يعرف أن الله والشاعر طفلان ينامان على خد الحجر»، صرخ بعض الحضور بصوت واحد : الله أكبر، لقد كفر»، هكذا ببساطة، كأنهم يتنشقون الهواء ومن هؤلاء؟ طلبة جامعيون سيكون معظمهم بين الذين سيقودون مجتمعنا وثقافتنا. أليس هذا الصراخ (وقد سبقته مناشير تحكم علي بالكفر) في أبسط ما يُوصف به، بعداً عن الإنسان وعن الدين وعن الفكر في آن؟ وكيف يحق لهم إطلاق أحكام تؤدي إلى تشويه صورة الدين، وصورة المؤمنين به. إنه جهل يميت به أصحابه ما يزعمون أنهم يحيونه. وهو أولاً جهل باللغة اللغة العظيمة التي نزل بها هذا الدين، ولو أنهم يعرفونها لعرفوا أنها، في أكثرها ، مجاز كما علّمنا أسلافنا من علمائها، ولأدركوا أن لغة الشعر مجاز ثان داخل المجاز الأول - مجاز المفردات ومعنى ذلك أن ما تقوله لغة الشعر، لا ينظر إليه بأية حال، بمعيار «الخطأ والصواب» و«الباطل» و «الحق»، فبالأحرى أن لا ينظر إليه بمعيار الإيمان والكفر». فما تقوله هذه اللغة تخييل ورمز، وليس واقعاً وحقيقة.

بل إن البعد المجازي في اللغة القرآن ،نفسها، يطرح مشكلات تهون عندها كثيراً المشكلات التي تطرحها لغة الشعر كيف نفسر اختلاف آیات كهذه، تمثيلاً لا حصراً


يد الله فوق أيديهم) (48/10).

وبيده الملك) (67/1)

ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا) (66/12).



ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) (3/54)

ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون) (27/50).

ثم استوى على العرش) (7/54)

يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) (69/17).

أقول كيف نفسر مثل هذه الآيات، إذا أهملنا مجازها اللغوي؟

إن التفسير الحرفي المباشر لنص ما هو في مثل هذه الحالة، تشويه كامل للنص وللّغة في آن. وهو تفسير ملا ثقافتنا ماضياً، ويملؤها حاضراً بآفات تؤدي إلى تصويرها كأنها ثقافة قاصرة،

ومحدودة، ومغلقة، وضد الإنسان والعقل


ادونيس/ ها انت ايها الوقت