2023-05-05 21:01:21
« الإمـام محـمد بن إدريـس الشـافعيّ »
هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه.
وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضيًا فعُرف بالعدل والذكاء؛ وإضافةً إلى العلوم الدينية، كان الشافعي فصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً.
أكثرَ العلماءُ من الثناء عليه، حتى قال فيه الإمام أحمد بن حنبل لإبنه عبدالله : «كان الشافعي رحمه الله كالشمس للدنيا وكالعافية للناس، فأنظر هل لهذين من عوض أو خلف؟».
حفظ الإمام الشافعي القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر سنين، ثم أخذ يطلب العلم في مكة، ثم هاجر الشافعي إلى المدينة المنورة طلباً للعلم عند الإمام "مالك بن أنس" صاحب المذهب المالكي، الذي قيل فيه «لا يُفْتَى وَمَالِكٌ فِي المَدِينَةِ».
ثم ارتحل الشافعي إلى اليمن ثم الى بغداد وأخذ يدرس المذهب الحنفي، ثم عاد الى مكة المكرمة واخذ يلقي دروسه في الحرم المكّي ثم ذهب الى بغداد ثم إلى مصر مثواه الاخير الذي قال فيها قبل السفر :
لقد أصبحتْ نفسي تتوق إلى مصرِ
ومن دونها قطعُ المهامةِ والقفرِ
فواللـه ما أدري، أللفوزُ والغنى
أُساق إليها أم أُساق إلى القبرِ
وكانت مصر هي المقر الاخير للإمام الشافعي رضي الله عنه والتي توفى فيها وهو في عمر 54 عام، في عام 204 هـ.
وقد وصف أبو زكريا السلماسي علمه فقال :
«جمع أشتات الفضائل، ونظم أفراد المناقب، وبلغ في الدين والعلم أعلى المراتب .. إن ذُكر التفسيرُ فهو إمامه، أو الفقهُ ففي يديه زمامُه، أو الحديثُ فله نقضه وإبرامه، أو الأصولُ فله فيها الفصوص والفصول، أو الأدبُ وما يتعاطاه من العربية العرب فهو مبديه ومعيده، ومعطيه ومفيده، وجهه للصباحة، ويده للسماحة، ورأيه للرجاحة، ولسانه للفصاحة، إمام الأئمة، ومفتي الأمة، والمصباح الزاهر في الظلمة، في التفسير ابن عباس، وفي الحديث ابن عمر، وفي الفقه معاذ، وفي القضاء علي، وفي الفرائض زيد، وفي القراءات أُبَيّ، وفي الشعر حسان، وفي كلامه بين الحق والباطل فرقان»
ومن أشعار الشافعي في الزهد :
تعصي الإلهَ وأنت تُظهر حُبَّهُ .. هذا محالٌ في القياسِ بديعُ
لو كان حبُّك صادقاً لأطعتَه .. إنَّ المحبَّ لمَن يحبُّ مُطيعُ
في كل يوم يبتديك بنعمةٍ .. منه وأنتَ لشكرِ ذاكَ مضيعُ
وكان الشافعي طبيبًا ماهرًا، ومن أقواله :
«العلم علمان : علم فقه الأديان، وعلم طب الأبدان»
ويقول تلميذُهُ "حرملة بن يحيى" :
«كان الشافعي يتلهَّفُ على ما ضيَّع المسلمون من الطب ويقول: "ضيَّعوا ثلث العلم، و وكلوه إلى اليهود والنصارى"، قالوا : وما ثلث العلم ؟! قال: الطـب ، ثلث العلم الطب؛ لأن فيه شفـاء الأسقـام.».
هذا هو الإمـام المجـدد، عالم العصـر، نـاصر الحديـث، إمـام قريش، فقـيه الملة أبو عبدالله ابن إدريـس الشـافعي رضي الله عنه.
16.4K views~|ڪــــﯧــﻣــﯢ|~, 18:01