Get Mystery Box with random crypto!

‏'جابر عثرات الكرام ' من قصص الكرم والوفاء والمروءة عند العرب | روايات وقصص تاريخيه

‏"جابر عثرات الكرام "

من قصص الكرم والوفاء والمروءة عند العرب

يحكى أنه في زمن الخليفة الأموي سليمان بن عبدالملك هناك رجلا يدعى ( خُزيمة بن بشر ) من قبيلة بني أسد

كان هذا الرجل ميسور الحال ينفق علي كل فقير ومحتاج حتى الذين لديهم مال كان يعطيهم حتى دارت عليه دائرة الدنيا والأيام فأصبح فقيراً معدماً
فجاء بعض الذين كان يعطيهم ويمد لهم يد العون فأعطوه شهرا او شهرين ثم ملوا وتوقفوا عن مساعدته

و قال لامرأته :

يابنة العم ، قد رأيت من إخواني تغيراً ، وقد عزمت على لزوم بيتي إلى أن يأتيني الموت ، ثم اغلق بابه عليه

كان الوالي المكلف في الجزيرة يدعى عكرمة الفياض من بني ربيعة
وكان يعرف خُزيمة بن بشر فسأل عنه ؟
فقيل له : لقد افتقر خُزيمة وأصبح لا يملك قوت يومه وأغلق بابه

فاندهش عكرمة قائلاً : خُزيمة افتقر ؟
ولَم يجد ممن كان يعطيهم من يقف معه ؟

قالوا : نعم

فأمسك عن ذلك الحديث لأمر أخفاه في نفسه ، فلما كان الليل والنَّاس نيام خرج عكرمة الفياض الوالي و عمد إلى 4000 دينار ، ووضعها في كيس واحد ، وخرج متنكراً سراً حتى وقف بباب خزيمة وطرقه ، فخرج خزيمة

قال خُزيمة : من ؟
قال عكرمة : ضيف
ففتح خزيمة
ووضع عكرمة الكيس وقال : هذا لك
قال خُزيمة : ومن أين ؟
قال عكرمة : من مال الله
قال خُزيمة : ومن أنت ؟
قال عكرمة : جابر عثرات الكرام ،ثم انصرف مسرعاً

وعندما فتحها وجد 4000 دينار
فشكر خُزيمة ربه وقضى دينه وأصلح حاله

و عندما رجع الوالي عكرمة إلي بيته ، وجد امرأته قد افتقدته وارتابت ، فلما رآها على تلك الحال قال لها : ما دهاك يا ابنة عم ؟

قالت : سوء فعلتك بابن العم ، أمير الجزيرة لا يخرج في هذا الليل سراً دون غلمانه إلا لزوجة أو سرية !

قال : لقد علم الله ما خرجت لواحدة منها

‏قالت : فخبرني فيم خرجت ؟
قال : يا هذه لم أخرج في هذا الوقت إلا وأنا لا أريد ألا يعلم بي أحد .

قالت : لا بد أن تعلمني
قال : فاكتميه إذاً
قالت : سأفعل

وبعد فترة ذهب خزيمة إلي أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك فسأله : أين كنت يا خزيمة لم نسمع عنك من زمن ؟

‏فقص عليه القصة فقال سليمان : ومن جابر عثرات الكرام؟

قال : لم أعرفه ورفض إخباري
قال سليمان : ليتك عرفته
ثم أمر بمنح دنانير أخرى لخُزيمة وأصدر امرا بإعفاء عكرمة الفياض !
وتعيين خُزيمة والياً لمنطقة الجزيرة ورجع خُزيمة ودخل قصر الوالي وهو يحمل خطاب العزل وكان في استقباله عكرمة

‏بنفسه وسلمه أمر العزل فقال عكرمة :
كله خير .

ثم قال خُزيمة : أريد أن أحاسبك علي مال المسلمين !
فرحب عكرمة بذلك فوجد خُزيمة مبلغاً من المال غير موجود
فقال خُزيمة : أين المال يا عكرمة ؟
قال : ليس معي

وسجن عكرمة مدة من الزمن ووضعت له الأغلال الثقيلة

‏حتى ضعف جسمه وتغير لونه !

وعندما سمعت زوجة عكرمة بما حدث لزوجها الوالي المعزول ذهبت الى خُزيمة وقالت له :
يا خُزيمة ما هكذا يُجازي جابر عثرات الكرام !
فانتفض خُزيمة مفزوعاً قائلاً : هل هو عكرمة ؟

يا ويلتاه وهرول إلى السجن
وأخذ يفك الأغلال من عكرمة بيديه ويبكي

وعكرمة يسأله : ماذا حدث ولماذا تبكي ؟
قال خُزيمة : من كرمك وصبرك وسوءُ صنيعي
كيف أنظر في وجهك ؟

فأمر له بالكساء والغذاء وعندما استوى عوده قال له : هيا معي إلى خليفة المسلمين
فلما رآهم الخليفة سليمان بن عبدالملك قال : ما الذى أتى بك يا خُزيمة وأنت حديث عهد بالولاية ؟

‏قال : أتيتك بـ جابر عثرات الكرام وأظنك كنت متشوقاً لمعرفته !

وقال سليمان : هل هو عكرمة ؟
قال : نعم
فأمر لعكرمة 10.000 دينار وأعاد تعينه والياً ثم انصرفا جميعاً ، ولم يزالا عاملين لسليمان مدة خلافته.

مصدر القصة : ثمرات الأوراق - الحموي