مع الفرق بين المسلم ومن دونه طبعا، لكن أذكرتني الصورة ما يشبهها من الباطل في كلام بعض المتكلمين سامحهم الله:
"فإن قال قائل: ما الذي دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتكلم بألفاظ موهمة للتشبيه؟
قلنا: إن الخلق غلب عليهم الحس فلا يكادون يعرفون غيره، وسببه المجانسة لهم في الحديث...ولو قال لهم ليس بجسمٍ...ولا يحويه مكانٌ ولا جهةٌ...وليس بمتحركٍ...لقالوا: حد لنا النفي بأن تميز ما تدعونا إلى عبادته عن النفي، وإلا فأنت تدعو إلى عدم"
ابن الجوزي
.
"القرآن مشتمل على دعوة الخواص والعوام، والعوام تنبو في أكثر الأمور عن إدراك الحقائق العقلية المحضة، فمن سمع من العوام في أول الأمر إثباتَ موجودٍ ليس بجسمٍ ولا متحيزٍ ولا مشارٍ إليه، ظَنَّ أن هذا عَدمٌ محض، فوَقَعَ في التعطيل، فكان الأصلَحَ أن يُخاطَبوا بألفاظٍ دَالَةٍ على بَعضِ ما يُناسِبُ ما تخيلوه وتوهموه، ويكون مخلوطًا بما يَدُلُّ على الحَقِّ الصريح"
الرازي
.
"والمدَّعي [يعني ابن تيمية] لما علم أن القرآن طافح بهذه الأشياء، وبهذه الإشارات، قال: (هذه الأشياء دلالتها كالإلغاز).
أوَما علم المغرور أن أسرار العقائد التي لا تحملها عقول العوام لا تأتي إلا كذلك؟ وأين في القرآن ما ينفي الجسمية إلا على سبيل الإلغاز؟ "
ابن جهبل
.
"أجيب: بأنه لما كان التنزيه عن الجهة مما تقصر عنه عقول العامة حتى تكاد تجزم بنفي ما ليس في الجهة، كان الأنسب في خطاباتهم، والأقرب إلى اصطلاحهم، والأليق بدعوتهم إلى الحق، ما يكون ظاهرًا في التشبيه وكون الصانع في أشرف الجهات، مع تنبيهات دقيقة على التنزيه المطلق"
التفتازاني
.
#إعادة_نشر
