Get Mystery Box with random crypto!

باحثٌ أزهري أشعري يستشكل كلام الطبري، أعني كلامه في بعض الصفات | قناة || ماهر أمير

باحثٌ أزهري أشعري يستشكل كلام الطبري، أعني كلامه في بعض الصفات، وما أورده من روايات، لإثباتها أو لتفسير بعض الآيات، هذا والباحث يجتهد في التأويل والتوجيه، وفي حرف المراد إلى قولٍ وجيه، كما ترك كثيرًا جدًا مما يكشف بونًا وضدًا بين شيخ المفسرين وأتباع المتكلمين، لا سيما هؤلاء المتأخرين، وهذا سجعٌ ثقيلٌ أصله غير مقصود، أبقيته قذىً في عين الحسود. إليكم مقتطفات من كلامه:
قال: "وبعد أن ذكر الطبري هذه الأقوال في معنى الكرسي، قال: " ولكل قول من هذه الأقوال وجه ومذهب، غير أن الذي هو أولى بتأويل الآية ما جاء به الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما حدثني به عبد الله بن أبي زياد القطواني قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق بن عبد الله بن خليفة قال: أتت امرأة النبي فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة , فعظَّم الرب تعالى ذكره ثم قال: إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإنه ليقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربعة أصابع، ثم قال بأصابعه فجمعها، وأن له أطيطًا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله" [...] فالعجب كل العجب لأبي جعفر ما كدنا ننتهي من مناقشة استدلاله بحديث القعود في تفسير المقام المحمود، وعندها ذكرنا رأي أحد الباحثين والذي ذهب إلى أن الطبري ربما أورد الحديث في تفسيره مجاملة أو مداراة للحنابلة، إلا أننا وجدناه ههنا يستدل بحديث القعود على نكارته. ولست أدري ما الذي حمل الطبري على إصراره على ذكر هذه الأحاديث في تفسيره."
----------------
قلتُ: بعد أن جمع الطبري في التبصير وفي مبحثٍ واحدٍ بين (المجيء) و(الإتيان) و(النزول) وعبّر بـ (يهبط) في مقام الكلام عن كونه سبحانه (ينزل) إلى السماء الدنيا، عقَّب عليه الباحث الأزهري قائلًا:
"ويفهم من كلام الطبري- الذي سقناه آنفًا – أنه يثبت لله ـ تعالى ـ صفة هي النزول، وأنه يثبتها على حقيقتها بل إنه صرح بمعنى هذه الصفة فقال: " إنه يهبط في كل ليلة إلى السماء الدنيا " وهذا تصرف من الطبري ليس له عليه مستند فيما ندري لاسيما أن لفظ الحديث الصحيح ينزل ربنا إلى السماء الدنيا، لا يهبط، ولولا ما هو معروف عن الطبري من تنزيه لقلنا إنه قد ولج في باب القول بالجسمية."
وقال الباحث في موضع آخر من رسالته:
"هذا هو موقف الطبري في المسألة، وقفنا عليه من خلال عرضنا لكلامه في بعض الآيات التي ورد فيها ذكر الإتيان والمجيء. وقد بدا من خلال هذا العرض أن الطبري قد أثبت إتيانًا لله - عز وجل - على الحقيقة كما بدا من كلامه [...] وفي سبيله إلى إثبات ذلك استدل الطبري لما ذهب إليه بروايات ضعيفة جدًا مخالفًا بذلك منهجه الذي اختطه كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
لست أدري كيف كان ذلك!! وهذه الروايات الضعيفة التي أوردها إن كان قد خفي عليه ضعف سندها فإن ما في ألفاظها من نكارة لا يخفى كما سبق، بل إن عبارة الطبري نفسه موهمة، فهو في تعليقه مثلاً على رواية عكرمة يقول: "هذا إن كان وجه قوله {الملائكة حوله} إلى أنهم حول الغمام وجعل الهاء في {حوله} من ذكر الغمام. وإن كان وجه قوله {الملائكة حوله} إلى أنهم حول الرب تبارك وتعالى وجعل (الهاء) فيه من ذكر الرب - عز وجل - فقوله نظير قول الآخرين الذين قد ذكرنا قولهم في ذلك" والعجب كيف يرتضي الطبري أن يقول أن الملائكة حول الرب دون أن ينتقد هذا الكلام على ما فيه من نكارة. تعالى الله عن مشابهة الخلق علوًا كبيرًا."
وقال: "والمستغرب ههنا كيف أن الطبري قد مرر مقالةً كهذه تقول: أن الملائكة حول الرب - مع ما تشعر به من تجسيم - دون أن ينتقد هذا الكلام الشنيع أو يخرجه تخريجًا يناسب المقام وهذه العبارة ما حاجتنا إلى ذكرها ههنا، لاسيما أن الكلام هنا في تفسير (في ظلل من الغمام) هل هي من صلة فعل الله عز وجل أو من صلة فعل الملائكة."
-------------------
رسالة: [جهود الإمام الطبري في الصفات الخبرية مقارنة بجهود السلفية المعاصرة]
مقدمة من الباحث: محسن عبد الواحد سيد أحمد
لنيل درجة العالمية (الدكتوراة) في العقيدة والفلسفة
تحت إشراف: فضيلة الأستاذ الدكتور / محمد ربيع محمد جوهري، أستاذ العقيدة والفلسفة بالكلية. وفضيلة الأستاذ الدكتور / سامي عفيفي حجازي، أستاذ العقيدة والفلسفة بالكلية.