2022-09-24 20:15:44
المُعَزِّية
عزاؤكِ عندي كان يُشبهُ تَهْنيَه
ويا لسروري حينَ كُنتِ المُعزِّيَه
فأسمنْتِ صبري بعدَ أن كان ناحلًا
وما كنتُ أدري أن للصبر تغذيَه
أيمتَصُ سمَ الفقدِ منّي تَكَلُّمٌ؟
وكمْ فاقدٍ لم يلقَ للفقدِ أدويَه
أتيتِ وقلبي غارقٌ في مُصابِهِ
وعدتِ وقد أحييتِ فيهِ تَمَنِّيَه
نسيتُ مُصابي المُرَّ لما أتيتِني
فمِنْ رأفةٍ بي أرسلَ اللهُ تَحليَه
عزاءٌ يقولُ الناسُ، خالٍ من العزا
يُعزونني قولًا، وقولُكِ أُغنيَه
تطيرُ بروحي في عوالم سحرِها
وترقصُ آمالٌ هنالكَ مُلْهيَه
أرى السِّحرَ، أدري أنني غيرُ واصلٍ
إليهِ، ولا حتّى مساعيَّ مُجديَه
لتنظرْ بعيني يا فؤادُ وتَحتَسِبْ
فلا بُدَّ يومًا من وصولٍ لتسويَه
وتُدنِي ثمارَ الوعدِ من قبل قولِهِ
أحاديثُ ترويها، أحاديثُ مُرويَه
تَهِلُّ على سمعي، فيورِقُ خاطري
وتُزهِرُ في قلبي وتَخْضَرُّ أوديَه
فلا تُنكري إن قلتُ: وعدُكِ مُثْمِرٌ
فهاتيهِ يا أحلى الوعودِ لنَقْضِيَه
لأنَّ زمانًا غبتِ فيهِ، تمُرُّ بي
سنينًا ثوانيهُ، فعطفًا لما بيَه
مُنىً كُنْتِ لي، بل أنتِ أحلى من المنى
فما كُنْتِ حظّي، لو تمنيتُ أُمنيَه.
حاتم السقاف
23/9/2022
1.4K views17:15