Get Mystery Box with random crypto!

احذر أن تَظُنَّ بالله ظَنَّ السوء، وأن تعتقد أنه خلقك ليعذبك، | و ذكِر 🌸

احذر أن تَظُنَّ بالله ظَنَّ السوء، وأن تعتقد أنه خلقك ليعذبك، أو أنه يسيء إليك ويحسن إلى غيرك، أو أنه منعك رزقه تنكيلا بك، وإنما أحسن الظن به؛ فإنه سبحانه أرحم بك من أبيك وأمك وأحن عليك من الخلق أجمعين وأرأف بك من رأفتك بنفسك.. فكيف يريد لك الأذى فضلاً على أن يلحقه بك !

ولو تأملتَ بعين بصيرة لوجدت أن لله حكَمًا بليغة في أحوالك، وأنه – سبحانه - ما منعك إلا ليعطيك، وما خفضك إلا ليرفعك، وما ابتلاك إلا ليهب لك حسنات لا تستطيع أنت بلوغها بعملك؛ لتستحقَّ بها الدرجات العلا.. تأمَّل في نفسك كم خالفتَ أمرَه، وكم غمست برَّه، وكم عصيت أمره! وها أنت لا زلت تأكل طعامه، وتشرب شرابه، وتشم هواءه؛ أوليس ذلك دليلًا واضحًا على أنه أرحم بك من الخلق أجمعين : "وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ"، ثم تَذَكَّر دائمًا أن الله ما ابتلاك بما ابتلاك به إلا لشيئين :

الأول : أنك أذنبتَ ذنوبًا؛ فالبلاء الذي أنزله بك سَيُكَفِّرها برحمة الله .

الثاني : أن الله قد أراد لك المنزلة العليا عنده؛ فابتلاك ليجزيك على البلاء بالحسنات التي تؤهلك لتلك المنزلة .

قال ابن مسعود رضى الله عنه: «إن الله يعطي الدُّنيا مَن يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب»

(رواه البخاري في الأدب المفرد وهو حديث صحيح موقوف على ابن مسعود له حكم الرفع) .

فعلى المسلم أن يُحْسنَ ظَنَّه بالله عز وجل، ويعمل على اجتناب كل ما يغضبه ويسخطه؛ ليكون ظنُّه الحسن قد وافق اجتهاده وعمله الحسن .

يقول ابن القيم الجوزية: وكيف يُحْسن الظَّنَّ بربه من هو شارد عنه حالٌّ مرتحل في مساخطه وما يغضبه، متعرِّضٌ للعنته، قد هان عليه حقُّه وأمرُه فأضاعه، وهان نهيُه عليه فارتكبه، وأَصرَّ عليه، وهل هذا إلا من خدع النفوس، وغرور الأماني

(الجواب الكافي لابن القيم) .