Get Mystery Box with random crypto!

أبحث دائماً في المعاني لا الألفاظ، ورغم أهمية استخدام الألفاظ | الأسرة أمن وأمان

أبحث دائماً في المعاني لا الألفاظ، ورغم أهمية استخدام الألفاظ المعبرة في سائر العلاقات إلا أن هناك علاقات عميقة المعني ولكنها قد تخلو من الكريز والكريم شانتيه!

فأنا كرجل "معظم الرجال يعني" أبذل جهداً كبيراً في البحث عن الأمان لأسرتي، وغالب الناس يبحثون عن الأمان المادي، وكذلك ابحث عن العمل الحلال الذي يجعل هذا الأمان مرتبطاً بالسماء "بالتوفيق ورضا الرب الكريم عني"

وبناء على ذلك قد أسافر للبلاد البعيدة بحثاً عن استقرار مادي لم أجده في بلدي، فتركت زوجتي وأولادي وأبي وأمي وإخوتي وأصحابي وراحتي وسكني، لأبحث عن غرفة مشتركة ونوعيات مختلفة في الطباع لأشاركهم نفس المصير.

ثم أبدأ في العمل الشاق "وليس شرطاً أن يكون مُتعباً من الناحية الجسدية بل قد أكون جالساً على مكتبٍ مريح ولكن بدون أسباب السكن النفسي وبعيداً عن أهلي فهو شاق، بل وشاق جداً" واجمع المال، واتواصل مع الأسرة بعدما عدت إلى مكاني مُتعباً مرهقاً.

حينها تتمنى الزوجة أن تسمع مني كلمة رومانسية جميلة أو عبارة ثناء على ملابسها أو جمالها، وأنا كرجل لا أُحسن هذا التعبير، بل أجتهد في حبي لها بأن ابتعد عن الراحة من أجل مستقبل أفضل "لنا" من أجل مزيد من الراحة "لنا" هي تضحي في مكانها، وأنا أُضحى في عدة أماكن.

في الحقيقة هي تستطيع التعبير عن مشاعرها بحكم تكوينها، وأنا لا أستطيع التعبير "كما تريد هي" عن مشاعري بحسب تكويني، ولكن لأنها في صغرها وبداية شبابها قد تكون شاهدت عشرات الأفلام والمسلسلات، وسمعت عن المراهقات من صديقاتها الفتيات عن علاقاتهم مع الفتيان وما فيها من التعبير عن مشاعر الحب والقُرب والرومانسبة في التلامس "المحرّم طبعاً" وقرأت كثير من الروايات التي يلعب فيها روميو دور البطولة، وكيف أنه يركب الأهوال ليصل لقلب جولييت، يقف فوق الأسوار ليلقي نظرة عليها، يبحث عن الوردة الحمراء ليرسلها بكثير من الأشواق لحبيبته المًزيّنة في قصرها، وعندما تراه تشعر بأن قلبها يخرج من صدرها ليسكن صدره والذي هو المكان الآمن لها!

-فهل بعد هذه القراءات والسماعات والمشاهدات سترضى هذه الفتاة بزوج ماضٍ في سبيله، مجتهداً في عمله، باحثاً عن الحلال ليُكمل مسيرة السلام التي بدأها عندما أراد الزواج؟!

رغم الضعفٍ العام في التعبير لديه، وعدم القدرة على الرومية " نسبة إلى روميو" الرومانسية، ولكن حاله أكبر دليل على روميته العملية والحقيقية!

لابد لنا أن نستوعب أن الرجل يمضي للأمام، مع وجود الأخطار، وتحمّل المشاق، والابتعاد عن الراحة، من أجل "من معه" وليس من أجله فقط، لذا نحن في حاجة لأن تستوعب الزوجة ذلك الحب الجاد والفاعل والمقترن بالحقيقة، لا أن تظل منتظرة لهذا الحب اللفظي الجارف أو هذه الرومانسية الحالمة حتى تتأكد من شدة حب زوجها لها.

وليس هذا معناه عدم اجتهاد الزوج في احسان عشرتها بالتعبير الملائم له ولها عن حبه لها "باللفظ الصريح" ولو على فترات متباعدة، لأنها تحتاج إلى ذلك لتزداد اطمئناناً وأماناً.

فالأسرة في النهاية أمن وأمان.

تنبيه: ذكرت مثالاً واحداً عن الزوج المسافر لإظهار الأمر على حقيقته فقط، ولكن هناك الملايين في بلادنا لم يسافروا للخارج ولكنهم يعيشون ظروفاً صعبة في تحمّل المشاق من أجل أسرة آمنة، لذا لزم التنبيه.

محمد سعد الأزهري
قناة التليجرام
#الأسرة_أمن_وأمان
‏https://t.me/usraaman