2023-05-09 15:26:52
في رحاب المدرسة الاستقرائية للحاج رحيم الاسدي
سلسلة أجوبة الالف سؤال
سؤال 139
ورد في الآيات المباركة تارة ان الحسنة من الله والسيئة من أنفسكم وفي اية أخرى ورد ( كل من عند الله ).
فكيف نوفق او نجمع بين الدلالتين والمضمونين للايات المباركة ؟.
جواب الحاج رحيم الاسدي:
استقراء الايات :
● ﴿أَیۡنَمَا تَكُونُوا۟ یُدۡرِككُّمُ ٱلۡمَوۡتُ وَلَوۡ كُنتُمۡ فِی بُرُوجࣲ مُّشَیَّدَةࣲۗ وَإِن تُصِبۡهُمۡ حَسَنَةࣱ یَقُولُوا۟ هَـٰذِهِۦ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَیِّئَةࣱ یَقُولُوا۟ هَـٰذِهِۦ مِنۡ عِندِكَۚ قُلۡ كُلࣱّ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ فَمَالِ هَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلۡقَوۡمِ لَا یَكَادُونَ یَفۡقَهُونَ حَدِیثࣰا﴾ [النساء ٧٨].
● ﴿فَإِذَا جَاۤءَتۡهُمُ ٱلۡحَسَنَةُ قَالُوا۟ لَنَا هَـٰذِهِۦۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَیِّئَةࣱ یَطَّیَّرُوا۟ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥۤۗ أَلَاۤ إِنَّمَا طَـٰۤىِٕرُهُمۡ عِندَ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف ١٣١].
●﴿فَإِذَا جَاۤءَتۡهُمُ ٱلۡحَسَنَةُ قَالُوا۟ لَنَا هَـٰذِهِۦۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَیِّئَةࣱ یَطَّیَّرُوا۟ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥۤۗ أَلَاۤ إِنَّمَا طَـٰۤىِٕرُهُمۡ عِندَ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف ١٣١].
استقراء الرواية المباركة :
الْعَيَّاشِيُّ:عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى،عَنْ أَبِي الْحَسَنِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى:يَا ابْنَ آدَمَ بِمَشِيئَتِي كُنْتَ أَنْتَ الَّذِي تَشَاءُ وَ تَقُولُ،وَ بِقُوَّتِي أَدَّيْتَ إِلَيَّ فَرِيضَتِي،وَ بِنِعْمَتِي قَوِيتَ عَلَى مَعْصِيَتِي،مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ،وَ مَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ،وَ ذَاكَ أَنِّي أَوْلَى بِحَسَنَاتِكَ مِنْكَ،وَ أَنْتَ أَوْلَى بِسَيِّئَاتِكَ مِنِّي، وَ ذَاكَ أَنِّي لاَ أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ،وَ هُمْ يُسْأَلُونَ».
بيان المعاني والدلالات :
أولا : كل حسنة من الله اي انها ماوراءك وكل سيئة من أنفسكم اي انها أمامك.
ثانيا:
نعني ان الحسنة ماوراءك اي انها فعل الله فيك وهي تربيتك الذاتية .
وأن السيئة أمامك اي انها فعلك الذي أنت قمت به وربيت فعلك عليه.
ثالثا :
فعل الله سبحانه لايحتمل فيك الا الحسنة وهي كما قلنا اعداداتك الذاتية الادمية
اما فعلك أيها الانسان يحتمل الاثنين الحسنة او السيئة .
رابعا :
اذن فعل الله وتر واحد اما فعلك اثنيني يحتمل الامرين معا الحسنة والسيئة فكيف تتخلص من ضديها حتى لايكون لك ضد في فعلك وهي السيئة .
خامسا :
ورد في الروايات المباركة :
يابن آدم انا اولى بحسناتك منك وانت أولى بسيئاتك مني.
وبيان ذلك ان اولوية الحسنات من الله بلحاظ ان الحسنة هي فعله وهي واقع ذاتك أيها الانسان فإذا صدرت منك الحسنة فإنما هي من فيض الحسنة الذاتية فيك .
اما اذا صدرت منك السيئة فانت أولى بها لان صدور دها لم يكن من فيض ذاتك وانما من نفسك الأمارة فهي كالشجرة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ذاتي فيك .
سادسا :
إلى هنا بات الأمر واضحا من ان الحسنة من الله والسيئة من أنفسنا الأمارة.
طيب فما معنى ان الكل من الله ؟!
الجواب :
ورد في ادعية اهل البيت عليهم السلام هذه الفقرة وكثيرة هي الروايات المباركة في ذلك ( أعددت لكل طاعة ومعصية لاحول ولاقوة الابالله ) فصدور حسناتك أيها الانسان بحول الله وقوته وصدور سيئاتك أيها الانسان بحول الله وقوته .
سابعا :
اذ ان المدد التكويني لصدور فعلك ايا كان بطاقة الحول والقوة لله ولولاها لما استطعت شيئا ان تفعله سواء كان حسنة ام سيئة .
ثامنا :
والسيئة لها بعدان :
١..بعد المقدمة وهو ماصدر منك كالكذب مثلا .
٢..بعد النتيجة وهي العقوبة المرصودة تكوينيا لسيئة الكذب هذه .
فأما من جهة المقدمة فهي بحول الله وقوته ولولا الحول والقوة ماعصيت .
واما من جهت العقوبة فهي من الله كنتيجة تكوينية لفعلك وهي تحت نظام الاسباب الذي هو تحت ارادته ومشيئته سبحانه المرصودة تكوينيا لكل سيئة .
تاسعا :
اذن كل سيئة نتيجتها عقوبة تسوؤك ولولا سيئتك العملية لما ساءتك الاسباب التكوينية .
عاشرا :
كبرى الحسنة فيك ولاية محمد وآل محمد عليهم افضل الصلاة والسلام وصغرى الحسنة في عملك هي كل ذرة خير .
لذلك ورد احسن الحسنات ولاية امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.
الحادي عشر:
تنقسم الحسنة الى قسمين بلحاظ اخر وهي
١..مايصدر من العبد كالصدق والانفاق
٢..الأثر الكوني كالعافية وسعة الرزق مثلا.
الثاني عشر :
تنقسم السيئة بلحاظ اخر الى قسمين :
894 views12:26