Get Mystery Box with random crypto!

‹صاحبــك القــرآن ›› الجـــزء الرابع› في هذا الجزء يبين الل | مُبــــادرة ختمــــة تعــــارف



‹صاحبــك القــرآن ›› الجـــزء الرابع›

في هذا الجزء يبين الله لك كيف أن أهل الباطل أصحاب نفس طويل في معاركهم وإن ظننت أنك انتهيت منهم في معركة، فيشرعون في حرب جديدة من ناحية أخرى.

يبدأ الجزء بشبهات يليقيها اليهود على النبيﷺ وأصحابه تتضمن: عقيدة الاتباع في الحلال والحرام من الطعام، عقيدة الاتباع والخيرية في القبلة.

ويعالج القرآن تلك المسائل وهذه الشبهات للمؤمنين ويشرع في بيان كيفية الانتصار عليهم في تلك الحرب التي يعلنوها فكريا وعقديا، بألا تجلعهم مصدرًا للسمع والطاعة، وألا تتلقى منهم شيئًا تفسد به شريعتك ومنهاجك؛ أن تكون وجهتك وغايتك تقوى الله.

وهنا لمحة: أجعل لأمتك منك مصدرًا للعزة كن أنت النور الذي غاب، أحسن فيما بين يديك ما دام بين يديك خير.

وفي وسط تلك الحرب الفكرية وتجاذب أطرافها يعلمك الله: الإنصاف وعدم التعميم فليس الكل سواء، ويعلمك ألا تتحكم فيك العاطفة فتتخذ بطانة ترديك الهاوية، فإذا فعلت ما أمر به الله، فقد استمسكت بما ينجيك الله به من معركة الشبهات تلك، فلهذا يبدأ أعدائك بحرب السيف ولابد!

تبدأ الغزوة من لحظة خروج النبي ﷺ من بيته ليضع كل مقاتل في ثغره، ويكأن ميدانك مع نفسك وثغرك وثباتك فيهما هي بداية غزوتك وختامها إما نصرٌ أو شهادة! وفي تلك اللحظة تحدث المجاهدة، فبعد أن امتلأت الثغور، إياك أن تهم بالرجوع وإن حدثتك نفسك مرارا وتكرارا! وهنا يُذَكِّر الله المؤمنين بنصر بدر ويعلم المسلمين بأن النصر أتى بالتذلل لله وحده، الصبر والتقوى، إمداد الله لهم بالملائكة.

ثم يتعرض القرآن لمعالجة نوع من أنواع الذنوب والحث على المسارعة بالتوبة والطاعة، لتكن هذه رسالة قوية إن ما يضيع النصر هو المعصية ولابد! يقص الله على المؤمنين الغزوة التى خاضوها لينظروا لها نظرة قرآنية ربانية، لا نظرة دنيوية بشرية!

لم تبدأ قصة الغزوة هنا بمشاهد القتال، بل بدأت بمواساة المؤمنين: ليعلمهم الله إن الأيام دول ولكن أيام المؤمن ليست كأيام غيره فأمره كله له خير، ويغرس فيهم أن غياب القائد لا يعني غياب الحق ولا غياب الدين وإن كان القائد هو النبيﷺ، ويعلمهم أن التربية الإيمانية بالعلم والصبر هي التي تثبتهم في تلك المواقف كما قاتل الربيون مع من سلف من الأنبياء.

ومن ثم بعد المواساة والتسلية تأتي التربية بالعتاب متمثلًا في الجبن من العدو والتنازع والفرقة، وعصيان أمر النبيﷺ، والهم بالنفس دون الهم بالدين، والذنوب التي خلت.

ولأن القلوب أبصرت والعزيمة اتقدت فأتي وقت التثبيت، تثبيت تلك القلوب التي علمت نواقصها ومداخلها وأسباب هزيمتها، تثبيتها بقواعد الحق ومنها: في القتل في سبيل الله كل الرحمة والمغفرة، إن نصرة الله الله لأوليائه لا يردها أحد ولو اجتمع أهل الأرض، أن كل ما جاء من هزيمة فهو بإذن الله ولتمحيص الصف ليتبين المؤمن من المنافق والخبيث من الطيب، أن من استشهد من إخوانكم هم في نعيم مقيم يستبشرون بالذين لم يأتوا بعد، يعلمك أن تضع كل في قيمته، فلا يغرنك عدد عدو ولا عدتهم فحسبك الله ونعم الوكيل.

وفي تلك اللحظات يدخل المتنطعون أصحاب السموم الذين بايعوا الشيطان ليعودوا في حرب شبهاتهم ولكن مع تلك النوازل تكن شبهاتهم مختلفة؛ فيبثون سوء الظن بالله وبقدرته وكرمه وعطائه، يطعنون في مصداقية نبيه ﷺ، وبعد تلك الغزوات الفكرية العقدية وغزوات السيف والسلاح يصنع منك القرآن: قلب مؤمن حي مختلف، ذلك المؤمن الذي يذكر الله قائمًا وقاعدًا ونائمًا، يرهف سمعه لكل مناديا ينادي للإيمان، يتطلع كيف يرضي ربه، كيف يكن من الأبرار يناجي ربه بكل ما في قلبه حتى يسمع فاستجاب لهم، يصنع منه عبدا لله مهما كان جنسه ذكرا أم أنثى، يعلم أن هذا الدين لا يبنى إلا بكل غال وعال فيهاجر ويؤذى في سبيل الله ويقاتل حتى يَقتل أو يُقتل، يعلمون أن هذا الطريق لا نهاية له فيعمل بوصية ربه فيصبر ويصابر ويرابط.

وفي الغزوات لابد من شهداء، ويخلف الشهداء أيتاما وإرثا فتفتح سورة النساء بأن تقوى الله نداء لكل الخليقة باختلاف جنسها فعلى أساسها تبنى الأمم، وأن لليتامى حقوق وإن لم تؤتها فهذا من كبائر الذنوب، ولابد من تناسل وتكاثر المؤمنين فينجبوا رجالا يحملون هم الدين، ومنها يجب أن تعلم حق الزوجة في المهر والصداق. والوصية الوصية، الميراث الميراث وتقسيمها كما أراد الله.

وفي انتقالة لطيفة من حقوق اليتامى والنساء في إرثهم من الميت، إلى حقهم في الحياة، ولأنهم كانوا يورثون النساء في الجاهلية، فبين الله تحريم ذلك عزة للامرأة في الإسلام، حق المرأة في المهر والصداق، إعلام للرجال والنساء عن المحارم والحدود، حتى لا يكن المجتمع المسلم الراقي أشبه ما يكون بحياة الأنعام.

فذلكم الجزء، اصبر وصابر ورابط فما زال طريقك إلى القرءان قائم.

يمكنكم سماع الجزء لد. حازم شومان من هُنا:




#صاحبك_القرآن #مبادرة_ختمة_تعارف