2024-04-22 18:27:17
الحمد لله وحده.
بينما كنت أبحث عن كتاب وقع لي عرضا كتاب: (قول السلف في الصفات الخبرية، والتفرقة بين مذهب أهل السنة ومذهبي الجهمية والمجسمة).
ومؤلفه أستاذ دكتور في الحديث في (كلية أصول الدين) الأزهرية، واسمه رشوان أبو زيد محمود، وكان وقت تأليفه للكتاب أستاذًا مساعدًا.
ذهبت إلى فهرس الكتاب، اخترت أن أنظر فيما أورده عن الإمام أحمد بن حنبل، من بين العلماء الذين أوردهم، لأتعرف على ما سيقوله أستاذ حديث أزهري في كتاب منشور عام 2021، في موضوع (الصفات الخبرية)، وكيف سيفرق لنا بين مذاهب: (أهل السنة) و(الجهمية) و(المجسمة) من خلال أقوال (السلف).
فوجدتُ ما في الصورة المرفقة، في ص 31، من (ط. الأولى، مشكاة الأزهريين - دار أصول الدين).
بحثت بعد ذلك عن المؤلف، فعلمت أنه حصل على الأستاذية في (الحديث)، ويحلَّيه الأزاهرة بالعلامة، وأنه صاحب كتاب: (المدرسة الأزهرية أصولها وخصائصها وآدابها)، بتقديم علي جمعة وأسامة الأزهري، وله كتاب في تحرير معاني وضبط قواعد (توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية) حين كان مدرسا للحديث الشريف.
ولم أقرأ شيئا من كتبه.
التعليق:
1- لم يقل الإمام أحمد بن حنبل ما في كتاب الدكتور، أعني ما في الصورة.
2- أستاذ الحديث لا يعلم أنه إذا قرأ في مصنف للبيهقي: (قال أحمد) فالمقصود هو الإمام البيهقي المؤلف نفسه، أحمد بن الحسين، وهذا مكرر في كتب البيهقي.
وهذا ضعف غير مغتفر في معرفته الحديثية، صدني عن كتابه.
3- ذكَّرني خطؤه بقول الدارقطني في أحد الرواة (غير المتعمدين للكذب)، لما (أخطأ) فروى: عن الثوري، عن ابن المنكدر، عن جابر: (جمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين الصلاتين)، فقال الدارقطني عن الرواي:
(ضعيف، ليس بالقوي، يخطىء كثيرا)، ثم ذكر أشدَّ ما يسقطه به الراوي عنده، فقال: (حدث عن الثوري عن ابن المنكدر ...) ثم قال: (وهذا حديث ليس لابن المنكدر فيه ناقة ولا جمل،
وهذا يسقط مائة ألف حديث) !!
وهذا حديث يسقط مائة ألف حديث!
4- مراد الدارقطني: إذا جاء راو متأخر فروى عن مثل الثوري شهرة، وهو أحد من تدور عليه أسانيد الناس، وقد جمعوا أحاديثه واعتنوا بها، وتلاميذه هم الأئمة والنقاد.
فإذا جاء متأخر وفاة، بعد كل هذا، فتفرد عنه، عن مثل ابن المنكدر شهرة أيضا، كان هذا الخطأ الواحد: خطأ فاحشا غير محتمل، مؤثرا في نظر الناقد إلى نفس الراوي، لا الرواية فقط..
فهو خطأ واحد فاحش في رواية، لكنه يسقط (مائة ألف رواية) للراوي.
مع أن خطأه من قبيل: (إدخال حديث في حديث) أو (إسناد في إسناد)، كما بينه أبو حاتم في العلل، في إعلاله نفس الرواية.
5- وهو كما أدخل الدكتور رشوان: (أحمد) في (أحمد)، ولم يدر لغة الكتاب الذي ينقل منه، فنقل عن أحمد البيهقي الأشعري كلاما، فلفَّقه غير عامد إن شاء الله: إلى أحمد بن حنبل إمام أهل السنة (حقا).. فكلهم أحمد و(السلام)!
6- فيقال هنا للدكتور رشوان سامحه الله:
قد جمع الناس كلام الإمام أحمد خاصة، وفي العقائد خاصة، وفي الصفات خاصة، فاختلفوا واتفقوا، وصوَّبوا وضعَّفوا، وصنفوا الكتب، وأتباعه منهم الأئمة النقاد في مذهب أهل الحديث، ومخالفوه هم الأئمة النقاد في مذاهب الذين سمَّيتهم أنت: أهل السنة، وهم الأشاعرة والماتريدية..
ألم يخطر ببالك أن تنظر في مصنفات أهل سنّتك أو المجسّمة عندك، لتنظر إن كان أحد نسب إليه ما نسبته في مسألة دائرة من قرون، قبل أن تنبري فتخطب هذه الخطبة العصماء في كتابك أخي المسكين!
هذا خطأ في النقل يسقط الثقة بمائة ألف منقول عندك، بل: يبين منزلة فهمك وقدرك في العلم، ولا كرامة.
6- ليت الدكتور اعتنى بضبط الحديث وقواعده ومسائله وكتبه ومناهجه، فهو تخصصه الدقيق، وقد حصل فيه على الأستاذية، وما زال الوقت مبكرا على كثير من أساتذة وعلامات الأزاهرة قبل أن يعرفوا الحديث معرفة الحديثيّ، وهو المبتدئ.
7- ولا غرض لي في الكلام في غير هذه الجزئية في كتابه، وقد قفزت عليه قفزا، فرجل يخطئ هذا الخطأ، ينتظر منه ألا يحرر معنى السلف، ولا يدري اليمين من الشمال فيما أراده، ويورد الضعيف ويبني عليه، وإنما كتابه: عنوان جاذب، يرضي جهلة الأتباع، ويغري بغلو في الأوصاف.. حسب، والعلم شيء آخر.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
6.8K viewsedited 15:27