2023-05-11 07:02:33
•
-
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال:
«لوْلَا بَنُو إسْرَائِيلَ لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، ولَوْلَا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنَّ أُنْثَى زَوْجَهَا»
[متفق عليه]
ثار جدل كبير حول الحديث، واختلف الناس واضطربوا في تفسيره وفهمه، فمنهم من رده وكذبه، ومنهم من تأوله،
والموفق من فهمه على ضوء الأدلة الشرعية.
وتدور حوله شبهة: أن الحديث يتعارض مع العقل إذ كيف تخون حواء آدم؟ ومع مَن مِن الرجال، ولا رجال إلا هو؟
وأن الحديث يتعارض مع ظاهر القرآن، وفيه موافقة للروايات الإسرائيلية، ففيه تحميل حواء مسئولية خطأ آدم، حيث زينت له الأكل من الشجرة!
ولفهم الحديث لابد من معرفة المراد بمعنى الخيانة، حيث وردت بمعنى: الكفر أو النفاق، والمعصية، ونقض العهد، وسوء الأمانة، والزنى، والكذب، وترك النصح، وإفشاء السر.
وبالنظر إلى معاني الخيانة الاصطلاحية، نجد أن تفسير الخيانة بالزنى باطل لوجوه منها: أن المعنى غير معقول لأنه لم يكن هناك رجل غير آدم لتحصل معه الخيانة، وأن الخيانة في الفراش لم تقع لامرأة نبي قط، وما ورد في امرأة نوح ولوط في قوله تعالى :
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التحريم :١٠]
قال السعدي: «فخانتاهما في الدين، بأن كانتا على غير دين زوجيهما، وهذا هو المراد بالخيانة لا خيانة النسب والفراش، فإنه ما بغت امرأة نبي قط، وما كان الله ليجعل امرأة أحد من أنبيائه بغيا»
يُتبع إن شاء الله…
https://t.me/kawarer23
64 views04:02