Get Mystery Box with random crypto!

#شاهد : * أخطار الانحراف في استعمال العقل واتباع الهوى وآثار | مدرسة حضرموت

#شاهد :

* أخطار الانحراف في استعمال العقل واتباع الهوى وآثاره على الإنسانية*

#خطبة الجمعة للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ
في مسجد الجامعة الإسلامية، في كوالالمبور، ماليزيا
6 ذو القعدة 1444هـ


للمشاهدة عبر اليوتيوب:




لقراءة الخطبة مكتوبة:
https://omr.to/malaysia44-7

نص الخطبة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله، الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلُوَنا أيُّنا أحسن عملاً، وأشهدُ أن لا اله الا الله وحدهُ لا شريك له، تفرَّدَ بالخلق والإيجاد وإليه المرجِع والمعاد، تنزّهَ عن شريكٍ وعن نظيرٍ وعن شبيهٍ وجلّ وعلا، وأشهدُ أن سيدنا ونبينا وقُرّة أعيننا ونورَ قلوبنا محمداً عبدالله ورسوله، ونبيه وصفيُّه وخليله، رفعهُ مالك السماوات والأرض الى المقام الأعلى.

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك وكرِّم على عبدكَ أحبّ خلقك إليك وأكرمهم عليك سيدنا محمد، وعلى آله الاطهار وأصحابه الأخيار، ومن والاهُم فيك وسلك سبيلهم نية وقولاً وفعلاً، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين مَن رفعتَ لهم قدراً ومنزلاً، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم وملائكتك المُقرَّبين وجميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

أما بعدُ عباد الله، فإني أوصيكم ونفسِيَ بتقوى الله، فهو القوي القادر القهّار الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو أحقُّ أن يُتّقى من كل شيء، وأحقُّ أن يُرجى من كل شيء، وأحقُّ أن يُخشى من كل شيء.

أيّها المؤمنون: ولقد ميَّزَ الله تبارك وتعالى هذا الانسان الذي خلقهُ، ليقوم الأنبياء وأتباعهم بإحسانٍ بالخلافة عن الله في الأرض، في عِمارتها الحِسِّية والمعنوية والظاهرة والباطنة، بما يتهيّئون به لِأن تُعمرَ منازلهم في البرازخُ وأن يُكرموا بذلك في يوم القيامة، وان يُهيّأ لهم في دار الكرامة ما لا عين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر، ولِيخيبَ ويُخزى المُعرضون المُناكرون الجاحدون لآيات ربهم المُنعِم عليهم، المُقابلون للنعمة بالكفران والجحود، وليصيروا إلى العذاب الشديد وإلى المقتِ من الله جل جلاله، والخلود في نار السعير، هذه حقيقةُ الحياة والمآل وخُلاصةُ ما في الدارين بخبر خالق الدارين جل جلاله، ومكوِّن السماوات والأرضين وما بينهما رب الدنيا ورب الآخرة سبحانه وتعالى.

أيها المؤمنون: تقوى الإله الذي خلق يقتضيها العقل، فإن الله لما أراد أن يختبرنا بالمُكثِ مُدة، هو الذي يُعيِّنها لا غيره، لكل فرد منا على ظهر الأرض، من حين أن يبرز من بطن أمه إلى حين أن تُقبَض روحه وتخرج من جسده، ترتيب رتّبهُ الجبار لا تملك شعوب ولا دول ولا مؤسسات أن تُغيّره ولا أن تُبدِّله، هذا الذي خلقنا لِيختبرنا مدة هذه الحياة، هيّأ لنا من الأسماع والأبصار والعقول ما يُهيِّئنا للاختبار؛ لِننجح ونفلح ونربح ولا نفوز ولا نخسر ولا نُخزى، فمن أحسنَ استعمال العقل الموهوب له من الله جل جلاله عاش في الدنيا على كسب الفضائل والبعد عن الرذائل، وأقام ميزان الحق الخالق في نفع العباد والبلاد، ونفع نفسه وأسرته ومن حواليه بالميزان الصحيح الحق العدل، وآلَ إلى حُسنِ المصير وجميل المرجع إلى الحي القيوم الذي ابتدأ وإليه المرجع (إنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم).

أيها المؤمنون باللهِ جلّ جلاله: ومن عطَّلَ وظيفة العقل وانحرفَ في استعمالها وهُمْ إبليس وجنده مِن كل من اتّبعهُ من الإنس والجن، هم الذين انحرفوا بما أوتوا من عقول عن حُسن استعمالها، وقابلوا نِعمة المُنعم عليهم بالخلق والإيجاد والرزق والإمداد بالجحود، وظنوا أنهم الخالقون أم بيدهم الأمر أم بيدهم المصير، وكل ذلك ضلالٌ وخيالٌ لا حقيقة له!

إن الذين عطّلوا العقول ودعَوا إلى تعطيل العقول باسم الحُريّات وباسم التقدُّم وباسم التطوُّر إلى غير ذلك، وهم لا يُحسِنون الفكرَ من أين جاءوا؟ ومَن الذي خلقهم؟ وإلى أين يصيرون؟ ويُوقِنون أنهم سيتركون هذه الحياة الدنيا، وكلّ واحد منهم لا يدري متى سينتقل عنها ويتركها ولا يملك أن يؤخِّر نفسه ولا أحداً من أفراد أسرته ولا من أصدقائه ولا من جماعاته عن أجله المحتوم له، ومع ذلك يُكابرون ويُعاندون آيات الله التي أرسل بها رسله، ووجَّه بها أنبياءه وختمهم بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وهم الذين ألَّهوا الأهواء واتّخذوا أهواءهم آلهة من دون من خلقهم ووهب لهم السمع والأبصار والأفئدة.

لمواصلة القراءة:
https://omr.to/malaysia44-7
__
T.me/HabibOmar
Facebook.com/HabibOmarCom/