Get Mystery Box with random crypto!

«قلّما تكون الواردات الإلهية إلّا بغتةً صيانةً لها من عن أن يد | فوضى الحواس

«قلّما تكون الواردات الإلهية إلّا بغتةً صيانةً لها من عن أن يدّعيها العبّاد بوجود الاستعداد...»

-من الحكم العطائية لابن عطاء الله السّكندريّ.

والواردات الإلهية تلك المعاني الّتي تقرّبك من الله كلحظات الخشوع الّتي ينعم بها الله على بعضنا أحيانًا أو بصيرة تستيقظ في نفوسنا فجأة نحو موقف أو مشكلةٍ ما فنُلهم الحل الصّواب... فجميعها واردات من الله وجميعها يكون فجأةً  بالنّسبة لأحوالنا الفقيرة المقصّرة.

وتلك الواردات يصوننا الله بها من كِبر إدّعاء كوننا أصحاب الحلول أو البصائر النّافذة ومن ثَمّ العُجب بالنّفس.

عن ‌أبي سعيد الخدري قال: «بينما النبي صلى الله عليه وسلم يقسّم ذات يوم قسمًا، فقال رجل من بني تميم: يا رسول الله، اعدل. وفي رواية: يا محمد اعدل فإنّك لم تعدل!
قال صلى الله عليه وسلم: «ويلك! مَن يعدل إذا لم أعدل؟»
فقال عمر: ائذن لي فلأضرب عنقه، قال صلى الله عليه وسلم: «لا، إنّ له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كمروق السهم من الرمية...» الحديثَ.

قصد صلى الله عليه وسلم من العبّاد المعجبين بأعمالهم وذلك الرّجل الّذي ظنّ أنّه بعجبه ينظّر على رسول الله ويعدّل عليه!

وذلك العجب هو نفسه الّذي كان لدى إبليس في قوله تعالى: {قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ}

كذلك عندما جاء أبو بَرْزةَ الأسلميُّ على فرسٍ، فصلى وخلَّى فرسَه، فانطلقتِ الفرسُ، فترك صلاتَه وتَبعها حتى أدركها، فأخذها ثم جاء فقضى صلاتَه، ومرّ رجل فأقبل يقول: انظروا إلى هذا الشيخِ، ترك صلاتَه من أجل فرس، فأقبل فقال: ما عنَّفَني أحد منذُ فارقت رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وقال: إن منزلي مُتراخٍ ، فلو صليت وتَرَكْت، لم آتِ أهلي إلى الليل. وذكر أنه صَحِبَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فرأى من تَيسيره.

فذلك الرّجل أيضًا الّذي ظنّ أنّه بعجبه ينظّر على صحابي ويمكنه التّعديل على أفعاله والحكم على عبادته.

الخلاصة كلّما تواضعت للّه ونزعت رداء العجب والكبر تكون أكثر استقبالًا للمعاني الإلهية مع استمرار الشّعور بالفقر إلى الله مهما فعلنا من عبادات وطاعات والتي في الأساس توفيق من الله.

#صباح_رمضاني