Get Mystery Box with random crypto!

«من جهل المرِيد أن يسيء الأدب فتؤخّر العقوبة عنه، فيقول: لو كا | فوضى الحواس

«من جهل المرِيد أن يسيء الأدب فتؤخّر العقوبة عنه، فيقول: لو كان هذا سوء أدب لقطع الإمداد ولأوجب الإبعاد، فقد يقطع المدد عنه من حيث لا يشعر، ولو لم يكن إلّا ومنع المزيد، ولو لم يكن إلّا أن يخلّيك وما تربد...»

-من الحكم العطائية لابن عطاء الله السّكندريّ.

من سوء أدبنا مع اللّه أن نؤلّف بعقولنا البشرية القاصرة قانونًا في تفسير أفعاله وحكمه، فقد تتأخّر النّعمة أو استجابة دعاءنا بالصّورة الّتي نريدها فنسيء الأدب بالأفعال واالأقوال المعترضة!

قد نسيء الظّن عندما نعصي الله بنعمه وتظلّ النّعم موجودة بحجة أن لو كان مذنبًا عاصيًّا لعُوقب بالحرمان منها لأن عقولنا عن الذّات الإلهية قاصرة، وكأنّنا نقيس حلم اللّه يحلم أحدنا ويصبر على أخيه! أو نفيّم طبيعة وكيفية عقاب الله لنا جرّاء عصياننا أن يلزم حجب النّعم كي نُعاقب!

ومن جهل المريد، وهو أسوأ أنواع الجهل؛ فهو جهل مركّب لأنّه ليس مجرد عدم معرفة بل عملية إبدال الحق بالباطل.

ولا يأخذ صورة العقوبة مجرد حجب النّعم المادية، بل قد يأتي في صورة حجب المدد الإلهي الرّوحاني دون أن ينتبه لذلك، كالخشوع وتعظيم الله وشعائره وعباده.

يخلّيك وما تريد، أي يتركك وهواك، ونعود هنا إلى معنى الاستدراج، فيكون الواحد منّا عاصيًّا مقصّرًا دون أن يفقد نعم الله المادية فيظنّ أنّه على خير.

ولله المثل الأعلى كأن تقول لمَن يأست منه «كما تشاء» أو بالمصري «براحتك» دون عتاب أو نقاش.

«لا تنظر إلى صغر المعصية لكن انظر إلى مَن عضيت»

فمن الأدب مع الله الصلاة على وقتها، انتظار إجابة الدعاء دون إساءة ظن أو اعتراض، التّسليم بقضاء الله خاصةً قضية تقسيم الأرزاق.

فيا رب اجعلنا عبيد إحسان لا عبيد امتحان!

#صباح_رمضاني