2023-05-22 23:14:01
سأحدثك حديثاً لا ينبغي أن يقف عندك!
فاسمع مني وبلغ من تُحب:
كل الذين رحلوا إلى الله لم يكونوا يعلمون زمان أو مكان منيّتهم، كانوا مثلي ومثلك مؤمِّلين، كلما تقدم بهم العمر ازدادوا حرصاً على الدنيا وشُحّاً في البذل وأملاً بطول العيش.
الذين رحلوا إلى الله مثلي ومثلك، كانوا إذا سمعوا عن موت أحدهم يسألون: كم عمره، هل هو مريض؟ وكأنه بحث عن سبب يطمئننا لمنطقية حدوث الموت لهم، وعدم حدوثه لنا!
الذين رحلوا كانت لهم مخططات ليوم تالٍ، ولسنوات قادمة، خرجوا من بيوتهم لهدف غير الموت، ربما أوصاهم أهليهم أن يعودوا بحاجيات فوعدوهم بها، وربما كانوا يعجّلون سيرهم لإدراك ضيف آت أو احتواء دافئ للعائلة، لكن القدر سبق.
الذين رحلوا كثير منهم كحالنا، حملوا كما نحمل ذنوباً لو كشف سترها الله لنزلنا في نظر الخلق إلى أسفل المدارك. كانوا ربما يمنون النفس بتوبة تأتي، يعزمون عليها، غداً، بعد سنة، بعد عمر.. لكن النهاية كانت أسبق، وضاعت الفرصة، ولا رجعة بعد انقضاء الأجل.
الآن، الآن وليس بعد ساعة، ولا بعد دقيقة أنت حيّ، أنت ممنوح فرصة الأوبة، أنت تملك أن تعود، أن ترتحل إلى الله في حياتك، قبل أن ينقضي أجلك، إياك أن تؤجل، إياك أن تقول "سوف"، إياك أن تغامر مع القدر، أو تبارز الجبّار، إياك أن تجرّب حظك.
اللهم ردنا إلى طاعتك، واصنعنا على عينك، واصطنعنا لنفسك، وأخلصنا لك.
83 views نسيت آنساك , 20:14