Get Mystery Box with random crypto!

علي محمد ابو راشد: الاستقامة على الدين إن من أعظم | التوحيد اولاً 💎📋

علي محمد ابو راشد:
الاستقامة على الدين

إن من أعظم النعم التي يسديها الله عزوجل ويمن بها على عبده هي نعمة الاستقامة على دينه والسير على نهجه، فهذه النعمة من الله لا تساويها نعمة، ذلك أن نعمة الهداية غاية كل مسلم يريد سلوك الصراط المستقيم بهمة عالية وعزيمة صادقة،
فالنفس الإنسانية بطبيعتها تميل إلى الخير والاستقامة والصلاح ولكن قد يحصل انحراف فيها بسبب النفس الأمارة بالسوء ووسوسة الشيطان وأعوان الشيطان من الشر مما يجعلها تنزلق بصاحبها وتسير به في طريق معوج،
لذا فإننا بحاجة كبيرة إلى اليقظة الدائمة خوفاً من الوقوع في الإثم، وهذا لا يكون إلا بالاستقامة على دين الله فهي التي تقوم أنفسنا وتحميها من تلك الضلالات
فإن الاستقامة كلمة تدل على الاعتدال وعدم الاعوجاج،
ولذا ذُكر في تعريفها أن:
"استقام الشيء: اعتدل واستوى،
يقال استقام فلان: سار على النهج القويم،
وفي الكتاب المجيد:
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}(1)
أي: ثبتوا على التوحيد والشهادة"، و"قال بعض العلماء:
إن القول الجامع للأقوال التي فسرت فيها الاستقامة أن الاستقامة:
هي المتابعة للطريقة المحمدية، مع التخلق بالأخلاق المرضية،
لا سيراً مع الهوى والابتداع،
فإن السير مع الهوى يعمي عين القلب، فلا يميز بين السُّنة والبدعة،
ولا يفرق بين الخير والشر، بل ينكس القلب ويعكسه، فيرى البدعة سنة، والسُّنة بدعة، والضلالة هداية، والهداية ضلالة؛
قال الله - تبارك وتعالى -:
{فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}(3)".(4)
المؤمن مطالب بالاستقامة الدائمة ، ولذلك يسألها ربه في كل ركعة من صلاته  في قول تعالي:
{ أهدنا الصراط المستقيم}
ولما كان من طبيعة الإنسان أنه قد يقصر في فعل المأمور ، أو اجتناب المحظور ، وهذا خروج عن الاستقامة ، أرشده الشرع إلى ما يعيده لطريق الاستقامة ،
فقال تعالى مشيراً إلى ذلك :
{ فاستقيموا إليه واستغفروه }
فأشار إلى أنه لابد من تقصير في الاستقامة المأمور بها ، وأن ذلك التقصير يجبر بالاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة.
وقال صلى الله عليه وسلم:
(اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها)
رواه أحمد 5/153، 158 ، والترمذي ، كتاب البر والصلة

وقد أمر الله - تبارك وتعالى  عباده بالاستقامة في كتابه الكريم،
وحث النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على الاستقامة في أكثر من موضع في القرآن الكريم، ومن تلك الآيات التي تحث على الاستقامة، وتأمر بها، وتدل عليها:
قوله - تبارك وتعالى -:
{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}(6).

قول الله - تعالى -:
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(7).

وأما الأحاديث التي تحث على الاستقامة فمنها:

ما جاء عن سفيان بن عبد الله الثقفي - رضي الله عنه - قال: ((قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك؟ قال: قل آمنت بالله، ثم استقم))
أحمد (15416)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (1/4).

وعن النواس بن سمعان الأنصاري - رضي الله عنه -: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
((ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تتعوجوا، وداع يدعو من جوف الصراط، فإذا أراد يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران حدود الله - تعالى -، والأبواب المفتحة محارم الله - تعالى -، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله - عز وجل -، والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم))
أحمد (17634)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/294)

وبيَّن - تبارك وتعالى - أن الإيمان بالله، والتمسك بالدين؛ هو النهج القويم، واتباع الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - هو السير في هذا الصراط المستقيم، وأنه - صلى الله عليه وآله وسلم - يقود ويهدي إلى الصراط المستقيم