من منتقي الحكم والعظات.. الحلقة العاشرة لا تبالغْ في | التوحيد اولاً 💎📋

من منتقي الحكم والعظات..
الحلقة العاشرة

لا تبالغْ في تقدير الأشياء السّلبيّة وتصويرها في نفسك؛ فإنَّ ذلك يملأ نفسك بالحزن، ويُعجزك عن التّفكير في الحلِّ؛
وتذكر دائما أنك تمر بما يمر به معظم الناس من حولك، لذا احرص على أن لا تبالغ في تقدير المشكلة ، وتذكر ما واجهته سابقا من مشكلات وما تلا ذلك من أفكار سلبية لم تفدك غير الألم ولم تساعدك في الحل. إلا أنك تخطيت الأمر بنجاح ، وها أنت ذا تكمل مسيرتك....

الحبُّ.... إذا لم يكن فيه عونٌ على وحفاظٌ على دينِك، و تحقيق أهدافك، وسكينةٌ لقلبك، وخيرٌ لمستقبلك، فهو ليس حبًّا، وإنّما هو بلاءٌ مدمّرٌ دخل عليك من باب القلب...

اعلم أنّ عمرك مثل الشّمعة، تحترق بانقضاء السّاعات وانتهاء الأيّام؛ فلا تحرقنّ شمعتك إلّا بما يضيء ظلمة الطّريق إلى المجد، وينير السُّدفة لسبيل الإقدام على ما ينفعك في دينك ودنياك.

إنَّ أكبر فتنةٍ ابتُليَ بها شباب هذا العصر، هي أن تُسلب أخلاقهم الحميدة وإن آثروا السَّلامة بعدم المخالطة، وظلُّوا بين جدران البيوت؛ ففتنة الشّهوات والشّبهات كانت يُسعى إليها فيما غبر من العصور،
أمّا في زماننا هذا، فإنَّها تسير على قدمين مسرعتين وهي تتبرّج في قارعة الطّريق، مع هذه الأجهزة والوسائل الحديثة فلا ينجو من الاحتراق بنارها إلّا من أوتي صبرًا لا ينفد، وجلَدًا لا يستضعف، واستمساكًا بعروة من التّقوى لا تنفصم في السّرّ والعلن بتوفيق وعون من الله جل وعلا ...

اخي ان التّوبة لا تكون إلى الله سليمة النّتائج، تامَّة الأركان، واقيةً من النّكوص والانتكاس؛ إلّا إذا كانت توبةً جامعةً شاملةً تغلق جميع نوافذ المعصية المتوب عنها؛ فليس بتوبةٍ أن تغلق باب المعصية ثمّ تترك نوافذها مفتوحةً، ووسائلها متيسّرة، والأسباب ممدودة إليها على الطّرف القريب، فهذا خداعٌ بيّنٌ للنّفس مهما تكاثف عليه الغطاء .
وافضل مثال لذلك قصة الرجل الذي قتل مائة نفس فأراد التوبة فأمر بالهجر من ديار المعاصي إلى ديار أهل العبادة الحقة فامت في طريقه فصدق وقبلت توبته ...

لا تكثر الكلام فقط اعمل ...
قال رجلٌ لبشر بن الحارث: إنّي أحبُّ أن أسلك طريق إبراهيم بن أدهم، قال: لا تقوى، قال: ولِمَ؟ قال: لأنّ إبراهيم بن أدهم عمل ولم يقل، وأنت قلت ولم تعمل.

كلّما أوشكتْ همَّتُك أن تفتر، وكدتَ تتخلَّى عن أهدافك العظيمة في الحياة؛ تذكَّرْ تعب والدتك، وفرحها بنجاحك، وحرصها على أن يكون لك مستقبلٌ مشرقٌ، وذكرٌ حسنٌ بين النّاس، وهذا دافعٌ نبيلٌ يقوّي العزائم، ويشجِّع الهمم، ولا تحتفظ به نفسٌ سويَّةٌ حتّى تستقيم.