إدارة الابتلاء! لماذا أٌسجن مثلي مثل المجرمين؟ الأمر بالمعروف | 🌸🌺اللهم أفقنا من غفلتنا🌺🌸
إدارة الابتلاء! لماذا أٌسجن مثلي مثل المجرمين؟ الأمر بالمعروف فضيلة وليس رذيلة؟..لماذا هذا الظلم؟..لماذا ولماذا؟ كانت هذه تساؤلاتي أثناء حبسي الأول..في الحقيقة أنين الظلم كان يشغل بالي ويعكر صدري..حتى فتح الله علي وأرشدني إلى أمر خطير: كثرة شكواي وتذمري من الظلم والظالمين ضيعت علي أمورا عظيمة: قللت من صبري واحتسابي أجر البلاء عند الله.. ضيعت وقتي في هذه الأفكار واجترارها من آن لآخر..والوقت هو رأس مالنا في امتحان الدنيا.. بحمد الله..في الحبس الثاني تعلمت الدرس: احتسبت مصيبتي عند الله..وأحيانا كان قلبي يرفرف سعادة وأنا أتخيل أجر الحبس وأنا أتلقاه يوم القيامة يتلألأ بين يدي..وغيري ينظرون إلي وقتها في غبطة ويقولون:ليتنا حبسنا مثله.. ثانيا:أشغلت وقتي بالمفيد..فتارة قرآن وذكر..وتارة..قراءة كتب..وتارة دورة تدريس مع الشباب..وتارة رياضة..وتارة جلسة طرائف و(ثقالة دم خفيفة مع الطيبين ).. مرت الحبسة بسلام ولله الحمد..ولم تكن طويلة ولله الحمد.. تأمل المشهد معي يا صديقي: شاب ولد فقيرا..وشارك والده الديون. فكره وقلبه مهموم غالب وقته:ما ذنبي لأن أكون فقيرا؟!..لماذا قريبي فلان ولد غنيا ثريا؟..لماذا؟ولماذا؟ تساؤلات تقتله كل يوم مرات ومرات! وهذه فتاة منزعجة لكونها (امرأة)!!..لماذا خلقت امرأة؟لماذا علي الدورة الشهرية..النفاس!..لست بقوة الرجل!..لماذا و لماذا؟أسئلة حولت حياتها جحيما! حسنا ماذا لو أحسن ذلك الشاب وتلك الفتاة (إدارة الابتلاء)؟! أما الشاب..فاحتسب فقره عند الله وصبر وعلم أن الدنيا أصلا ليست دار جزاء وأنها إلى زوال..ثم اجتهد في تطوير نفسه..تعليمه..حرفته..مستعينا بالله..معرضا عن تلك الاعتراضات البائسة..اطمأنت نفسه..وعظم أجره..وتطور حاله في الدنيا قبل الآخرة.. وتلك الفتاة..رضيت أو على الأقل صبرت على قضاء الله..واحتسبت أجر صبرها عند الله..كأنها تراه ماثلا بين يديها قد أسعد قلبها في ذلك اليوم..خاصة وان الدنيا قصيرة دار ممر..والآخرة طويلة دار مقر لم تنشغل باعتراضات (لماذا خلقت امراة؟!) بل طورت قدراتها ومهاراتها وثفقت نفسها..حتى الرياضة لم تتركها..فصار حالها يتمناه كثير من الرجال..لا النساء فقط.. سعدت في دنياها مرتين:مرة لأنها منتظرة سعادة الآخرة..وترقب السعادة القادمة سعادة! وثانيا لأنها أشغلت نفسهابما يفيد ويطور ويبني.. وسألخص لك ما سبق بأحسن بيان..بيان الحبيب صلى الله عليه وسلم: "إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإن اللهَ – عز وجل - إذا أَحَبَّ قومًا ابتلاهم ؛ فمن رَضِيَ فله الرِّضَى، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ" فارض وطور واستثمر..وانظر إلى الأمام لا الخلف وأبشر يا طيب.. #أسرتي_مشروعي
