2024-04-15 23:20:48
#فتاوى_السيرة
233) ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ما أنصفنا أصحابنا». حين أحاط به الكفار في غزوة أُحدٍ؟
الجواب: قال أنس بن مالك رضي الله عنه: «أُفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحدٍ في سبعة مِن الأنصار ورجلين مِن قريش، فلمّا رهقوه قال: مَن يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة. فَتَقَدَّم رَجلٌ مِن الأنصار فقاتل حتى قُتِل، ثم رهقوه أيضًا، فقال: مَن يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة. فَتقدَّم رَجلٌ مِن الأنصار فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى قُتِلَ السبعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبيه: «ما أنصفنا أصحابنا».
والرواية المشهورة فيه: «ما أنصفْنا» بإسكان الفاء، و: «أصحابَنا» بفتح الباء منصوب مفعول به، هكذا ضبطه أكثر العلماء مِن المتقدمين والمتأخرين.
وعليه: فالمعنى: أنّ الأنصار لمّا خرجوا للقتال واحدًا بعد واحدٍ حتى قُتلوا ولم يخرج المهاجرون قال صلى الله عليه وسلم ذلك، أي: ما أنصفتْ قريشٌ الأنصارَ.
فكأنّه كالعتب على المهاجرين إذْ تَقدَّم الأنصار فقاتلوا دونَهم.
ورُوي: «ما أنصفَنا أصحابُنا» بفتح الفاء، و: «أصحابُنا» بضم الباء، مرفوع على الفاعلية.
وعليه: فيكون المراد بالأصحاب: الذين فرُّوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أُفرِد في النَّفَر القليل، فقُتِلوا واحدًا بعد واحدٍ، فلم ينصفوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ومَن ثبت معه.
وعلى هذا الضبط للرواية فربما أشكل هذا على بعض الناس فقال: كيف يأمرهم صلى الله عليه وسلم بالقتال ثم يقول: «ما أنصفنا أصحابنا»، وهل عنده غير الإنصاف؟! فالجواب: أنّه يجب على الناس أنْ يَقُوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنفسهم، فلمّا قال: «مَن يردُّهم عنّا؟» كان ينبغي للكل أنْ يُبادر، فتأخُرُ بعضهم ليس بإنصاف، والله تعالى أعلم بالصواب.
كتبه: أحمد بن غانم الأسدي (6/شوال/1445).
https://t.me/alghanm20
10.5K views20:20