2023-11-26 15:21:11
فضفضة متفرقة (3) "الامتحانات وما حولها"
الامتحانات مش نهاية العالم ونتيجتك لا تحدد رزقك، هي عوامل مساعدة لكن الإخفاق في الجامعة "ما لم يكن بسبب التقصير" ليس مانعاً عن الرزق تماماً.
قم بما عليك ولا عليك: اطمئن لا تتوتر، استوفِ واجباتك في المذاكرة والتحصيل، ذاكر وادرس واسهر وكابد واتعب وأرِ الله عز وجل من نفسك صدقاً في الطلب ثم استودع جهدك..
فعلت كل ما سبق ولم أُوفق، ماذا أفعل؟: من قال لك أن التوفيق مرتبط بعلاماتك؟ هذا معيار مادي بحت يصعب على الأهل أن يقتنعوا به، قال الإمام أحمد رحمه الله "إذا علم الرجل مقدار نفسه فما يهمه كلام الناس"، إذا علمت من نفسك صدقاً في المذاكرة والاجتهاد والله شاهد عليك، ستجد كل الألسنة التي تلومك على التقصير صامتة، وكل القلوب التي تتشوف في الشماتة فيك مُحجمة، استودع جهدك وتعامل مع الله عز وجل بيقين ولا تلتفت خلفك!
الامتحانات مهمة لكن نفسيتك أهم: من أقوى أسلحة الشيطان هو أن يبث الهم والحزن في قلب العبد فيُقعِده عن القرآن والصلاة والأذكار والحياة الطبيعية، تخيل أن ورقة واحدة تخوضها في ساعة واحدة تدمر الخشوع والتركيز في 5 فروض وأوراد أذكار وقرآن وتسبب التوتر والقلق والأرق، بل وتؤثر على إنتاجية المادة المقبلة والتأهب لها! (انتبه لألاعيب الشيطان في هذه المسألة)
المعلمين والمدرسين المساعدين و"دكاترة" الجامعة من جيل آخر، نحترمهم ونوقرهم لأن إكرام ذي الشيبة المسلم من حُسن إسلام المرء، لكن لا نسمع للمثبطين والمثبطات ولا نتأثر برأيهم أبداً مهما كان، ومهما رأوا أن جيل الشباب جيل تافه ومقصر ولا يصلح لشيء، حينها نعلم أننا لنا قيمة بالتوحيد ولنا قيمة بالعبادة والصلاة وحفظ الأوراد، ولنا قيمة بأننا مسلمين، نقوم بما علينا من جهد ونسأل الله عز وجل الذي لنا من التوفيق ونصبر ونحتسب على الفجوة الزمنية في العقل والتربية والسلوكيات بيننا كشباب وبين الدكاترة والمدرسين.
ديننا يأمرنا بالإحسان ويحذرنا من الغيبة والنميمة، بل يعتبرها من الكبائر، فإياكم أن يلعب الشيطان معكم لعبة السخط على الامتحان وصعوبته فيُدخلكم في فخ "السخرية والغيبة والنميمة والتقليل واستحقار المُعلمين والتقليل من شأنهم"، احذروا وأمسكوا ألسنتكم عن ذكر المسلمين بمكروه، بل بحرام!
إذا بذلت جهدك وأحسست بالظلم، فاطلب حقك بأدب، فإن وجدت ممانعة وكِبر ممن تطلب الحق منه فاحتسب أجرك على الله وأكثر من (حسبنا الله ونعم الوكيل) وقلبك بارد مطمئن بأقدار الله عز وجل، لأن ما بعد (حسبنا الله ونعم الوكيل) ستجد (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) أي: لما فوضوا أمورهم إليه واعتمدوا بقلوبهم عليه أعطاهم من الجزاء أربعة معان : النعمة والفضل وصرف السوء واتباع الرضا فرضاهم عنه ورضي عنهم.
بعد أن تخوض الاختبار: لا تراجع بعدها، ركز على المادة التي بعدها، حافظ على نفسيتك، لا تتعرض لمناقشات الزملاء ولا توجيهات الدكاترة في شيء بعد الاختبار (حافظ على نفسيتك، حافظ على طاقتك، كن ذكياً في إدارة ذاتك، ابتعد عن المحبطين والمثبطين ولو بشطر كلمة)
الحرص على التقديرات الجامعية الدراسية من أهم أبواب القوة (وأعدوا لهم)، ولكن عندما تصبح الحياة كلها "هيستريا" لحيازة التقديرات فنبدأ بالكذب والخداع والغش في الامتحانات، وإخفاء المعلومات والفوائد عن الزملاء والأصحاب، فحينها يتحول القلب من محل طُهر إلى محل خُبث وذنوب ومعاصي وجور وظلم وحسد وبغض، فانتبهوا أن تكسبوا التقديرات وتخسروا قلوبكم، واحذروا وانتبهوا للتوجيه القرآني (إلا من أتى الله بقلب سليم)، إياكم والغش، إياكم والخداع، إياكم والكذب على المسلمين، إياكم ومنع العلم والخير عن المسلمين (الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه): فاستجلبوا على أنفسكم الخير والتوفيق بإعانة المسلمين (حتى وإن لم تتلقوا كلمة شكر وإحسان) لأنكم تتعبدون إلى الله عز وجل لا إلى الناس، وإنكم مُختبرون مُبتلون في ذلك فانتبهوا ولا تخفقوا في اختبار القلوب وتهتموا باختبارات الدروب والمواد!
الله يوفقكم لما فيه الخير ويمن عليكم بالتوفيق والسداد وينفع بنا وبكم
نافع | Nafe3
17.0K views12:21