. ﴿وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ﴾: هذه الآية تخبرك بشيء في غاية الأهمية.. ماذا بعد أن تكون أغنى الناس وأكثرهم ثراءً وتستوفي وتنال وتستمتع بكل شهواتك وملذاتك وإن كانت في الحلال، ماذا بعد؟ سيظل في القلب فاقة وفقر... لا يسده إلا الله عز وجل! فهلا اختصرت على نفسك المسافة وضياع العمر في إرضاء نفسك وأقبلت على الله بكليتك؟
قالها جدك ابن القيم رحمه الله وأنقلها لك "إن في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور لمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته ودوام ذكره والإخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبداً!"
مهما أكلت وشربت وتمتعت، سيظل في قلبك فاقة لا تُسد إلا بالله عز وجل وبالقرب منه ومن كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.. ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ﴾ [طه: 124]
• من اتبع هداه = لا يضل ولا يشقى • ومن أعرض = فإن له معيشة ضنكاً ويُحشر يوم القيامة أعمى!
ويحذركم الله نفسه.. ﴿وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ﴾
