2023-06-06 18:07:12
*(الاختيارات الأخضرية في #الوقف_والابتداء)*
قال الله تعالى: ﴿قُل أَتُحاجّونَنا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُم وَلَنا أَعمالُنا وَلَكُم أَعمالُكُم وَنَحنُ لَهُ مُخلِصونَ﴾ [البقرة: ١٣٩].
الوقف يكون على: (وَرَبُّكُم)؛ لأنَّ قوله: (وَلَنا أَعمالُنا) يصلح عطفاً على الحال الأولى؛ ويصلح مستأنفاً؛ لأنَّ ذكر الخصومة مخصوص في ذكر اسم الله -تعالى- خاصة. ويكون الوقف على: (أَعمالُكُم)؛ لأنَّ مَا بَعْدَهُ اعْتِراضٌ، وتَذْيِيلٌ لِلْكَلامِ الَّذِي عَقَّبَ بِهِ، مَقُولٌ عَلى ألْسِنَةِ العِبادِ بِتَعْلِيمِ اللَّهِ -تَعالى-، لا عَطْفٌ، كما ذكره الألوسيّ في تفسيره. والوقف على (رأس الآية) تامّ. وَتَجْرِيدُ الخِطابِ لِلنَّبِيِّ صَلّى اللَّهُ -تَعالى- عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي قَوَلِهِ: (قُل أَتُحاجّونَنا)؛ لِما أنَّ المَأْمُورَ بِهِ مِنَ الوَظائِفِ الخاصَّةِ بِهِ -عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-، والهَمْزَةُ لِلْإنْكارِ؛ والِاسْتِفْهامُ: لِلتَّعَجُّبِ, والتَّوْبِيخِ. وتَقْدِيمُ المَجْرُورِ فِي قَوْلِهِ: (لَنَا أَعْمَالُنَا) لِلِاخْتِصاصِ؛ أيْ: لَنا أعْمالُنا لا أعْمالُكم, فَلا تُحاجُّونا في أنَّكم أفْضَلُ مِنّا. وعَطَفَ (ولَكم أعْمالُكُمْ)؛ احْتِراسٌ لِدَفْعِ تَوَهُّمِ أنْ يَكُونَ المُسْلِمُونَ مُشارِكِينَ لِلْمُخاطَبِينَ في (أعْمالِهِمْ), وأنَّ (لَنَا أَعْمَالُنَا) يُفِيدُ اخْتِصاصَ المُتَكَلِّمِينَ بِما عَمِلُوا مَعَ الِاشْتِراكِ في أعْمالِ الآخَرِينَ, وهو نَظِيرُ عَطْفِ قَوْلُهُ -تَعالى-: (وَلِيَ دِينِ) عَلى قَوْلِهِ: (وَلَكُمْ دِينُكُمْ). والتَّعْبِير بالْجُمْلَة الْإِسْمِيَّة فِي قَوْلِهِ: (وَنَحنُ لَهُ مُخلِصونَ)؛ لِأَنَّهَا تُفِيدُ الدَّوامِ عَلى الإخْلاصِ. "مجالس مدارسة كتاب منار الهدى في بيان الوقف والابتدا"
https://twitter.com/maqarie1/status/1666099308708470784?s=46
للتواصل عبر البريد الالكتروني
Info@almaqari.sa
للتبرع والمساهمة عبر المتجر الالكتروني
http://store.almaqari.sa
98 views15:07
ا
