2024-03-12 13:00:09
‹صاحبــك القــرآن ›› الجـــزء الثالث› أما عن هذا الجزء فيكمل بك ما قد سبق من أمر الأحكام ولكن يوجهك إلى شيء آخر في البداية، وهي أفضلية الرسل بخصائص مختلفة لكل واحد منهم صلوات ربي عليهم أجمعين وللرسول ﷺ النصيب الأكبر ولدعوة الإسلام الختامية أفضليتها ولكن الناس في النهاية تنقسم فمنهم من يستقيم ومنهم من يريد الضلال ")
وللخليفة خصال تميزه، ألا وهي أنه يعلم لمن يعمل، يتزود بزاده من معرفة الله كل حين، فأمده الله بـ آية الكرسي أعظم آية في أعظم كتاب وكيف أن يطمئن قلبك بالله في كل وقت وحين، وبعد هذا الزاد نكمل رحلة الأحكام في سورة البقرة.
ونبدأ هنا ختام رحلة الأحكام في سنام القرآن، أحكام أشد على النفس البشرية من كل ما سبقها، توطأ حبها في النفس حتى قال الله عز وجل عنها ‹وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا›، فإذا صبغت بها فإنك على هدى النبي ﷺ وأصحابه تسير!
يغرس فيك من حب الصدقات ما تثقل به ميزان الحسنات فيبث فيك: مضاعفة الأعمال في الصدقات ليس كغيرها في ميزان الحسنات،
ليست الصدقة مال باليد وسم باللسان، بل قول معروف ومغفرة خير من تلك الصدقة،
المن والأذى ليس من صفات الخليفة الذي يحبه الله، بل هو الذي سلم الناس من لسانه ويده،
إن ابتغاء مرضات الله في الصدقات يجعل من أصحابها جنات،
إن وعد الشيطان للمتصدقين خذلان وفقرًا، ووعد الرحمن مغفرة وفضلًا، ومن أوفى من الله وعدًا!
لِصدقة العلانية أجر، ولَصدقة في السر خير وللمتصدقين أجرهم عند ربهم فلا خوف ولا حزن.
ومن الصدقات إلى الربا، لينزع منك معتقد مادي جاهلي، فظاهريًا في الربا الزيادة المادية المتوقعة ومضاعفة الأموال دون جهد أو كد،
ولكن الله يعلمك ويربيك أن ليست كل مظاهر الدنيا صحيحة بل: يمحق الله البركة من الربا، وكل البركة تكمن في الصدقات،
أصحاب الربا ليسوا مخلدين في المال ولكنهم مخلدين في النار،
أيحارب الله مسلمًا شهد الشهادتين! فمن لم يتب من أكل الربا فليأذن بذلك ولينتظر!
ثم تأتي إلى حكم الدَّين فلحقوق العباد حرمتها سواء كان دائن أو مدين!
فإن جاهدت أن تصبغ بكل ما سبق وما هو آت فإن سمعت وأطعت، ومن كل حكم أتيت منه ما استطعت، وتبت وأنبت واستغفرت، فقد أوتيت الإيمان كما آمن الرسولﷺ فقد أوتيت آيتين كلما دعوت بما فيهم استجاب الله لك!
ولكن ليس كل الغزو غزو سيف وسلاح، بل الغزو الفكري والعقدي له ما له في النفوس، فلهذا يأخذك الجزء في
سورة آل عمران لتعرف أن ليس للمؤمن نومة وإن انتهى من جهاد الشهوات التي تزين له ليل نهار فعليه أن يجاهد الشبهات أيضا!
ذلك المؤمن الذي لا يختلف عنده المحكم من المتشابه، الذي لا يفرق بين أحد من الرسل ولا شيء من الكتب فآمن بالكل على حد السواء، والذي يدعو الله في كل وقت ألا يزيغ قلبه بعد أن هداه، يجاهد الفئة الكافرة مهما كانت عاقبة الأمور!
يجعل منك هذا الجزء نموذجًا مسلمًا واقعيًا، يعرف ما يدور حوله ويعرف جيدًا كيف يستعد له.
يجاهد لينشر دين الله في الأرض،
يعلم أن محاجتهم له ما هي إلا حرب يقودها أصحاب النفوس الخبيثة،
يعلم أن جل قوادهم يعلمون الحق من الباطل ولكنهم يصدقون ما يفترون،
يعلم أن الملك والعزة بيد الله وحده فإن كان جهاده لله ورسوله فليبشر بعزة الدارين،
ثم يأتي شوط محاجة النصارى بشبهاتهم العقدية في تلك العائلة المباركة وعقيدتهم واليهود في إبراهيم عليه السلام، أولئك الذين اصطفاهم رب العالمين على كل العالمين فيبدأ بك من أول القصة:
لتتعرف عليهم ولتتعلم من جميل إيمانهم،
لتتعرف على صفات الله وأسمائه ومعاملة الله لأوليائه وأصفيائه،
لتتعلم أن أهل الحق في كل مكان وزمان لهم من يمكر بهم ويكيد لهم،
لتتعلم ألا تعمم، فضلال العقيدة لا يشترط ضلال الخلق،
لتتعلم كيف تحاج وكيف ترد شبهاتهم، ويرسخ فيك أن الدين هو الإسلام ولن يقبل غيره مهما كان الثمن!
ذاك هو الجزء يا صاحبي فاحرص على معرفة الله حقًا، على تعلم عقيدتك، على أن تكون ممن اختارهم واصطفاهم الله سبحانه وتعالى ..
https://t.me/khattmat
#صاحبك_القرآن #مبادرة_ختمة_تعارف #الموسم_الخامس #المبادرات_التربوية
13.7K viewsedited 10:00
م
