Get Mystery Box with random crypto!

هذه الدُّنيا قاسيةٌ وتطحنُ العظم، وما منا من أحدٍ إلا وفيه جرح | ❀ٱزۿہٰـــ͜ـ̍ــ̍̍ــٱر 🧚‍ۦَٰ اٖلـــ͜ـ̍ــ̍̍ــحيٱۿہٰ❀

هذه الدُّنيا قاسيةٌ وتطحنُ العظم،
وما منا من أحدٍ إلا وفيه جرح غائر،
يحاولُ جاهداً أن يواري سوأته!
ولو اطلعنا على جروح بعضنا التي نحاولُ أن نُخفيها،
لتعانقنا بدلَ أن نتصافح!
جميعنا والله نستحقُّ العزاءَ من جُرحٍ ما!
وأسوأ ما في الجروحِ أننا لا نعرفُ متى تنفلتُ منا،
ولكني أعتقدُ أن الإنسان يميطُ اللثام عن جرحه حين يأمن،
ويُخيّلُ إليَّ أن أحدنا يمضي حاملاً جرحه،
باحثاً عن لحظة طمأنينة ليلقيه عن كاهله!

الإنسانُ يبوحُ بجرحه حين يأمن لا حين يُحققُ معه!
وكلُّ من كشفَ لكَ عن جرحه،
فإنما لمسَ فيكَ شيئاً من الطمأنينة،
الجروح كالمجالس بالأمانات، فلا تخُنْ الأمانة!

نحن في لحظات الطُمأنينة الأولى أضعف ما نكون،
إننا نخلعُ دفاعاتنا التي كنا نرتديها طوال الوقت،
ونصبحُ مكشوفين تماماً، بلا تلك القشرة السميكة التي كنا نُغلِّف فيها أنفسنا
لنحمي هشاشتنا من الداخل!
لهذا تجدنا نخلطُ كثيراً بين الأشياء،
من جوعنا للحُب نُفسِّر أي اهتمام على أنه حُب،
وأي لُطف على أنه طلب يد للخطوبة،
والأمر ليس كذلك أبداً!
 
الجفاف العاطفي مقتل، مقتل بالمعنى الحرفيِّ للكلمة،
كلنا فينا جوع للحُب، ونتضوَّرُ انتظاراً له،
لهذا إن لم نجده اخترعناه!
أو بتعبير أدق توهَّمناه!
نحن حين نعيشُ جفافاً عاطفياً،
نكون فرائس سهلة لأولئك الذين يبحثون عن العلاقات العابرة،
وحتى إن لم يكونوا من هذا النوع،
فإن الجفاف العاطفي سيِّد التأويلات التي لا علاقة لها بالواقع،
إنه يُفسِّرُ كل كلمةٍ لطيفةٍ على أنها رسالة حُب!
في الجفاف العاطفي قد نعتقد أن كلمة صباح الخير،
هي نفسها: أنا أحبك!
وكيف حالك؟
هي نفسها: لقد اشتقتُ إليك،
وكم عمرك؟
هي نفسها: أنت في سن مناسب للزواج!
إن أسوأ ما في الجفاف العاطفي،
أنه يجعلنا نرى الأشياء كما نريدها، لا كما هي فعلاً!
ثم ننساقُ خلف هذه التأويلات الواهمة،
ونخسرُ هؤلاء اللطفاء الذين دخلوا حياتنا،
ولكن ليس بهذه الصورة الشخصية التي توهَّمناها،
وبهذا نحصل على جرح جديد،
نحن الذين حفرناه في أنفسنا هذه المرَّة،
فانطبق علينا مثل العرب الشهير: بيدي لا بيد عمرو!


على أنَّ الجفاف العاطفي ليس بالضرورة وليد جرحٍ ما،
يكفي عدم الحصول على الحُب من مصدره ليولد!
الزَّوجة التي لم تسمع كلمة غزلٍ كما تشتهي،
ولا تحصل على الهدايا أبداً،
هي امرأة يُهال التراب على أنوثتها كل يوم،
لهذا ليس مستغرباً أن تُفسِّرَ أي كلمة على أنها حُب،
أو أن تكون صيداً سهلاً لمن يصطاد في الماء العكر،
طبعاً كل هذا ليس مبرراً للعلاقات الحرام،
الحرام لا يُبرره الحرمان أبداً،
ولكن الحرمان يجعله سهل الوقوع،
ونحن نريدُ إبعاد مصادر اللهب،
لأن هذا أيسر من معالجة إطفاء النيران!
والزوج الذي لا يحصل على الاهتمام والتقدير،
هو صيد سهل لامرأة أخرى تهتمُ به،
وطبعاً هذا ليس مبرراً للحرام أيضاً،
ولكننا نهاية المطاف ضعفاء نجابه أنفسنا وشيطاننا!
والبنت التي تُعامل بقسوةٍ في البيت،
هي فريسة مكشوفة خارجه!
نحن حين نُغدقُ الحُب والاهتمام على من حولنا،
نحصنهم جيداً من الوقوع في فخ اللطف العابر،
الوقاية خير من العلاج،
ونزع فتيل الأشياء القابلة للانفجار،
أيسر من لملمة الخراب الذي يُحدثه الانفجار .