قال ابن القيم - رحمه الله - : العاقل المؤيد بالتوفيق يتمم نق | {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}
قال ابن القيم - رحمه الله - :
العاقل المؤيد بالتوفيق يتمم نقائص خلقته بفضائل أخلاقه وأعماله ، وكلما نقص شيء من قوى بدنه ، زاد في قوة إيمانه ويقينه ورغبته في الله والدار الآخرة ،
وإنما حسن طول العمر ونفع ليحصل التذكر والإستدراك واغتنام الفرص، والتوبة النصوح كما قال تعالى : { أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر } .
فمن لم يورثه التعمير وطول البقاء في الدنيا إصلاح معائبه، وتدارك فارطه واغتنام بقية أنفاسه ، فيعمل على حياة قلبه وحصول النعيم المقيم ، وإلا فلا خير له في حياته.
فإن العبد على جناح سفر إما إلى الجنة وإما إلى النار ، فإذا طال عمره وحسن عمله كان طول سفره زيادة له في حصول النعيم واللذة، وكلما طال السفر كانت الصبابة أجل وأفضل ،
وإذا طال عمره وساء عمله كان طول سفره زيادة في ألمه وعذابه، ونزولا له إلى أسفل ؛ وفي الحديث المرفوع : " خيركم من طال عمره وحسن عمله، وشركم من طال عمره وقبح عمله" .
فالطالب الصادق مع الله في طلبه كلما خرب شيء من ذاته جعله عمارة لقلبه وروحه، وكلما نقص شيء من دنياه جعله زيادة في آخرته.