Get Mystery Box with random crypto!

هل يجوز الاحتفال بأعياد اليهود والنصارى مثل رأس السنة الميلادي | قناة مؤسسة الدرر السنية

هل يجوز الاحتفال بأعياد اليهود والنصارى مثل رأس السنة الميلادية والكريسماس وغيره؟

العيد هو اسم لما يعود من الاجتماع على وجه مُعتاد؛ إما بِعَوْدِ السَّنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك، ولا يجوز لأحد أن يلازم الحفاوة والاحتفال بيوم من الأيام، لم يُرِد الشرعُ باتخاذِه عِيدًا؛ سواء كان ذلك بتخصيصه بعبادة من العبادات أو غيره، فإن كان معه مُوافقة وتَقليد لأعداء الله من الكفار والمشركين وأهل الكتاب من اليهود والنصارى كان الأمر أعظمَ حُرمَةً وأشدَّ خَطرًا، وذلك لما فيه من المشابهة الظاهرة بهم، والذي هو طريق للمشابهة في الباطن.

فيَحرُم على المسلمين الاحتفال بأعياد الكفار؛ لأن في الاحتفال بأعيادهم رِضًا بعقيدتهم الباطلة وتَشَبُّهًا بهم، ولكون تلك الاحتفالات قائمة على أساس ديني باطل.

والأعياد من جُملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله فيها: {لكل جعلنا منكم شِرعةً ومِنهاجًا} فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد: موافقة في الكُفر، والموافقة في بعض فُروعه: موافقة في بعض شُعَبِ الكُفر؛ بل إن الأعياد مِن أَخَصِّ ما تتميز به الشرائع، ومِن أَظهَرِ ما لها مِن الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أَخَصِّ شرائع الكُفر وأَظهَرِ شَعائِره.

وعن ثابت بن الضحاك أن رجلا نذر أن يذبح إبلًا بِبُوانَة، فقال النبي ﷺ: (هل كان فيها وَثَن من أوثان الجاهلية يُعبَد؟ قالوا: لا. قال: فهل كان فيها عِيدٌ من أَعيادِهم؟، قالوا: لا. قال: أَوفِ بنذرك؛ فإنه لا وفاء لنَذرٍ في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم). فهذا الأثر يمنع من التَّشَبُّه بهم في الأعياد، فالعيد الذي يُحدِثُه الكفَّار، لا تجوز مشابهتهم فيه للحديث المشهور: (مَن تَشَبَّه بقومٍ فهو منهم)، والعيد مِن جُملة الأُمور الدينية، ولو لم تَتخلَّلها عِبادات مَحضَة؛ فذات الاجتماع ومَظاهر الفَرح يُلحِقها بالشعائر، ولذلك منع النبي ﷺ مِن مُوافقتِهم في أَعيادِهم باللعب والفرح، وقال: (قد أبدلكما الله بخير منهما).

وقد قال الله تعالى: {والذين لا يشهدون الزور} قال مجاهد في تفسيرها: إنها أعياد المشركين. وكذلك قال مثله الربيع بن أنس والقاضي أبو يعلى والضحاك، وإذا كان الله قد مَدحَ تَرْكَ شُهودِها الذي هو مجرد الحُضور برُؤيةٍ أو سَماع؛ فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك مِن العمل الذي هو عَمل الزُّور لا مُجرَّد شُهودِه؟!


الموسوعة العقدية - موقع الدرر السنية
https://dorar.net/aqeeda/3110