2023-05-28 09:09:15
"⁃ اعْلَمْ -أيَّدَكَ اللهُ- أنَّهُ لا بأسَ بالمَزْح الخالي عن سَفْساف الأمور وعن مخالطة السِّفْلة ومزاحَمَتِهِم، بل بَيْنَ الإخْوانِ أهْلِ الصَّفاءِ بِما لا أذى فِيهِ ولا ضَرَرَ، ولا غِيبَةَ ولا شَيْن في عِرْضٍ أو دِين؛ بل رُبَّما لَوْ قِيلَ: يُنْدَبُ لم يَبْعُدْ، إذا كان قاصِدًا بِهِ حُسْنَ العِشْرَةِ والتواضع للإخوان والانبساط معهم ورفع الحشمَةِ بينهم؛ من غير استهزاء أو إخلالٍ بمروءةٍ أو استنقاص بأحَدٍ منْهُم.
⁃ وبالجملةِ: فإنّ المَزْحَ في مقامٍ يقتضيه لا مَلامَ فيه.
⁃ والعاقِلُ يتوخّى بِمَزْحِهِ إحدى حالَتَيْنِ:
١- إمّا إيناس المصاحِبِين، والتودُّد إلى المُخاطَبِين.
٢- وإمّا أنْ يُزيلَ بالمُزاح ما طَرَأ عَلَيْهِ من سَأم أو حَدَثَ بِهِ من هَمٍّ أوْ غَمٍّ.
⁃ ومِن أخلاقِ النبيِّ ﷺ -كما ذكر الأئمَّةُ- أنَّهُ كانَ يُمازِحُ أصحابَهُ، ويخالِطُهم، ويحادِثُهم، ويداعِبُ صبيانهم ويُجْلِسُهم في حِجْرِهِ، ولا يَقُولُ في مَزْحِهِ إلا الحقَّ".
[ منتقى من كتاب: غذاء الأرواح بالمحادثة والمزاح، للفقيه الحنبلي مرعي بن يوسف الكرمي].
4.0K viewsedited 06:09