2024-05-05 19:16:50
"90 يوماً الثالثة في مسار التعافي الذي بدأته منذ خمس سنوات، منذ اكتشافي لهذه القناة -خير قناة أُخرجت لمدمني الاستمناء و الإباحية- قناة واعي !
ليست الثالثة توالياً بل بين كل تسعين و تسعين منحنيات كثيرة من الزلل و الانتكاس و لكن ليس كحالي في عشر سنوات التي قبلها و التي كانت غرقاً و تماهيا على طول الخط في إدمان..للأسف لم أعي إلا بعد خراب أنه إدمان و هنا بيتُ القصيد و أول الشفاء، إدراك أن ما تعانيه هو إدمان ( سلوك قهري، له علاقة بالأعصاب و حركية الدماغ و الهرمونات أكثر من كونه قصدا إراديا لتفريغ الشهوة).
ما يميز هذه التسعين أن ناظمها هو فكرة ! أجل فكرة ! و هي فكرة فطرية مركوزة فينا طمرتها جبال الخلاعة و الإباحية و الهوس الجنسي.. هي فكرة الزواج ! أعلم أن هذه الفكرة مخيفة جدا لمدمن الإباحية، مخيفة جدا حتى و إن فهم أنه مدمن و فوق ذلك يتابع مسار تعافٍ جيد ! أقول هذا بعد مشاورتي لبعض الشباب على مجموعة التعافي و تفضيل جلهم لفكرة الخلاص التام من الإدمان ثم التفكير في الزواج !
صليت استخارة لله و قد سألته بقدرته و علمه أن يبسط لي و ييسر في الأمر؛ هل أقدم على مشروع الزواج مع متابعتي مسار التعافي أم أحجم حتى أتعافى تماما ؟! و قد كنت حققت شهرا كاملا نظيفا، بعدها أقدمت على خطبة فتاة و استخرت الله فيها ثم خطبتها و لله الحمد بعد تحقيق ثمانين يوما بزلتين في يوم واحد، و منذ تعويلي على الخطبة كانت هذه الفكرة حائط صد منيع تسقط دونه كل نداءات العودة و كل أصوات الرجوع و مسبباتها، لقد اكتسبت حساسية فائقة في كشف شيفرات محزات الرجوع.
1-لقد فهمت بأنني إذا لم أنجز برنامج عاداتي كاملا هذا لا يعني بأنني يجب أن أجلد ذاتي، بالعكس أصبحت أنظر بمنظار إنساني لإنسانيتي، أنني قد اجتزت يوماً جديدا بدون إباحية و لا استمناء و لا تخيلات !
2-لقد فهمت بأن قصوري في التحكم في ذاتي و سقوطي في الهفوة أو الزلل لا يجعلني أنساق وراء وهم الكمال الذي ينادي فيّ أن : مادمت قد سقطت فأكمل سقوطك و علّي سقف المتعة ثم توقف و تب ! إنها أكبر خديعة تقتات عليها النفس الإدمانية !
3-لقد فهمت بأن مشاعري السلبية هي مجرد مشاعر، هي انعكاس للداخل على الخارج..هي ليست شيئا حقيقيا أو على الأقل ليست بذات الأبعاد - غالبا هي متضخمة- إن داخلي شكاك و وسواسي وأنا أهذبه و أعالجه و لكنه مازال كذلك..لهذا لا ينبغي أن أسقطه على الخارج، على الأشخاص و الأحداث و الأفكار !
*هذه الدروس التي استفدتها من هذه الرحلة يمكنني اعتبارها قوانين صالحة لكن مدمن لأنها متكررة و معاشة و مركوزة في نفسية للمدمن بل هي التي تخلق الإدمان أساساً و هي التي تجعل من يعانونها أكثر ميلا للإدمان من غيرهم !
*حددت مع خطيبتي موعد الزواج و هو بعد عشرة اشهر من الآن، صحيح أنني أفكر بإلحاح في كيفية تسيير هذه المدة و هي طويلة و لكن يجب تقسيمها لثلاثيات و بهذا بقيت لي ثلاث تسعينات إن بقي في العمر بقية.
*عاد النور لوجهي و اصبح مشرقا و يكأن الإباحية طمست على وجهي و غطّته بظلمة و هالة يستشعرها ذوو الفراسة من الناس.
*عاد الانتصاب الصباحي.
*أصبحت أكثر قدرة على تسيير المخاطبة مع الناس و أصبحت الكلمات تنساب من فمي انسياب النهر في مجراه بعدما كنت شديد التلعثم و يكأن الإدمان قد أحكم عقلة مانعة في لساني !
*أصبحت أجيد التبسط مع الناس، أهلي و أقاربي و أحسن حكي النكت بعدما كنت أغلظ الناس و أجفى الناس و أقساهم.
*تقدمت في ميدان عملي و بت أكثر التزاماً و جدية بعدما كان العمل أبغض شيء عندي.
بعد هذه التسعين التي مر منها ثمانون يوما نظيفة تماما غير أنها ليست كلها ببرنامج عادات محكم ! قصرت في أشياء و تكاسلت عن أخرى و لكن الأهم أن لا أشاهد الإباحية و لا أستمني و لا أتخيل و لا أستسلم لنداء العودة و لا أضع نفسي في موقف المحفزات بإرادتي، الآن أحاول أن أبني برنامجا و خطة جديدة و لنا عودة في تسعين أحرى بحول الله.
التعافي ممكن ما دمت قد علقته بفكرة مخلصة تفديها و تعيش على إثرها..و أقول لكم: عولوا على الزواج و أخلصوا لله و لا تخافوا و لا تجبنوا و لا ترتعشوا، كونوا أقوياء إنما الدنيا ساعة"
19.5K views16:16