2023-05-08 10:02:35
الحديث في الفتن والأعراض كالإيغال في مخاضة الوحل تمامًا بتمام.
كلّما شقّقت عنها، وتفحّصت فيها؛ أولغت في المخاضة.
فهي الآن إلى كعبيْك، وبعد قليل إلى ركبتيْك، ثم إلى حِقْوَيْك، ثم تلجمك إلجامًا..
كلّما خضت فيها؛ غُصْت وعَلِقت.
والسلامة التامة في الإعراض عن ذلك، إلا من يلي الأمر لمصلحة شرعية معتبرة، ولا يكاد هو الآخر يسلم من أذاها!
فخيرٌ لكل خائض - بعلم وبغير علم - أن يُقلع، ما لم يُنتدب لِيَلي الأمر لتلك المصلحة.
وكلّما كان الذين يولون أمرها قِلّة في العدد، ثقات في الديانة، وفرة في العقل؛ كان إنهاؤها أسرع وحلها أنجع.
أما أن يخوض كلُّ من هبّ ودبّ برأي هنا وقول هناك = فشهوةٌ باطلة، وفراغٌ مقيت، وإثم وبيل، ورُزْءٌ ثقيل.
قد عافاك الله من اقتحام البلاء، فلمَ تحبُّ أن تخوض فيه؟!
لسانك الذي يُوردك الموارد فألجمه، وأحكم خطامه، وشُدّ زِمامه، وقل خيرًا أو اصمت.
877 viewsA, 07:02