Get Mystery Box with random crypto!

وتأويل قوله:'أبَى'، يعني جل ثناؤه بذلك إبليس، أنه امتنع من الس | قناة أحمد عبد المنعم

وتأويل قوله:"أبَى"، يعني جل ثناؤه بذلك إبليس، أنه امتنع من السجود لآدم فلم يسجد له."واستكبر"، يعني بذلك أنه تعظَّم وتكبَّر عن طاعة الله في السجود لآدم.

وهذا، وإن كان من الله جل ثناؤه خبرًا عن إبليس، فإنه تقريعٌ لضُربائه من خلق الله الذين يتكبرون عن الخضوع لأمر الله، والانقيادِ لطاعته فيما أمرهم به وفيما نهاهم عنه، والتسليم له فيما أوجب لبعضهم على بعض من الحق. وكان ممن تكبر عن الخضوع لأمر الله، والتذلل لطاعته، والتسليم لقضائه فيما ألزمهم من حقوق غيرهم - اليهودُ الذين كانوا بين ظهرانيْ مُهَاجَرِ رسول الله ﷺ، وأحبارُهم الذين كانوا برسول الله ﷺ وصِفته عارفين، وبأنه لله رسولٌ عالمين. ثم استكبروا - مع علمهم بذلك - عن الإقرار بنبوّته، والإذعان لطاعته، بَغْيًا منهم له وحسدًا. فقرَّعهم الله بخبره عن إبليس الذي فعل في استكباره عن السجود لآدم حسدًا له وبغيًا، نظيرَ فعلهم في التكبر عن الإذعان لمحمد نبي الله ﷺ ونبوّته، إذ جاءهم بالحق من عند ربهم حسدًا وبغيًا.
(الطبري)

يلتقط الطبري رحمه الله هنا الربط بين صفات بني إسرائيل وصفات إبليس من الكبر والحسد والبغي وكفران النعمة.

وكذلك أصبح بنو إسرائيل - بعدما نُزع منهم الاستخلاف، ووهبه الله لأمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من نسل إسماعيل عليه السلام- التجسيدَ الحي والتمظهرَ الواقعي لأوصاف الشيطان من الكبر والبغي والحسد لأمة الإسلام، فهم أداة الشيطان وأتباع الدجال، وكما أن عداوة الشيطان باقية، فعداوتهم كذلك، ولا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهودَ، فَمن والاهم =أصبح من جند الشيطان قصد ذلك أو لم يقصد.